نظّم صبيحة أمس سكّان حي (عمر وهيب) المعروف ب (الكازيرنة) والواقع بأعالي بلدية بولوغين، في الجزائر العاصمة، وقفة احتجاجية أمام مقرّ الدائرة الإدارية لباب الوادي بسبب عدم استفادتهم من عملية الترحيل الكبيرة التي انطلقت فيها ولاية الجزائر منذ شهر جوان الماضي، والتي مسّت الآلاف من العائلات العاصمية. قامت (أخبار اليوم) بالتقرّب من العائلات المحتجّة، والتي يبلغ عددها حوالي 800 عائلة تقطن في حي قصديري منذ أزيد من 20 سنة، حيث أنه يعتبر واحدا من أكبر المواقع القصديرية في العاصمة، فعبّرت تلك العائلات عن مدى استيائها وتذمّرها جرّاء عدم ترحيلها إلى حدّ الساعة في ظلّ صمت السلطات المحلّية لبلدية بولوغين التي تقدّم لهم وعودا واهية في كلّ مرّة. وقد وصل الأمر برئيس بلدية بولوغين إلى زيارة الحي مرفوقا ببعض رجال الأمن، موهما السكّان بأنه سيقوم بتحرير محضر ويضعه لدى ديوان الوالي من أجل استعجال مصالح ولاية الجزائر لترحيلهم، لكن سكّان الحي توجّهوا بعد زيارة رئيس البلدية إلى مقرّ الولاية أين تمّ إخبارهم بأن رئيس البلدية المسمّى بوركال توفيق لم يقم بإيداع أيّ محضر أو شكوى لدى مصالح الولاية عن وضعية سكّان حي (عمر وهيب)، فحسبهم رئيس البلدية يستعمل سياسة ذرّ الرماد في الأعين معهم. وقد عبّر لنا أحد المحتجّين عن مدى خطورة المكان الذي يعيشون فيه لأكثر من 25 عاما بسبب انزلاقات التربة التي ردمت الكثير من البيوت وتسبّبت في العديد من الوفيات. ولا يتوقّف الأمر عند هذا فحسب، فكلّ أطفال الحي مصابون بأمراض تنفّسية من كثرة الرطوبة، بالإضافة إلى هذا فإن ضيق الحي أصبح يسبّب مشاكل جمّة للسكّان الذين يجدون صعوبات حتى في إخراج الميّت من بيته من أجل الذهاب به إلى المقبرة ودفنه بسبب ضيق الأزقّة واهتراء الطرقات. وقد رفع المحتجّون لافتات وشعارات يطالبون فيها عبد القادر زوخ، والي العاصمة، بالتدخّل السريع من أجل إعادة إسكانهم في مساكن تليق بمواطن جزائري.