أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن حيرتها بشأن حقيقة موقف حكومة الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي من التدخّل الرّوسي في سوريا من ناحية كونه تعبيرا عن دعم لضرب تنظيم (الدولة الإسلامية.. دعش) أم تأييدا لضرب المعارضة السورية المعتدلة. ردّا على سؤال بشأن تصريحات منسوبة لكبار المسؤولين المصريين يعربون فيها عن دعمهم للقصف الرّوسي لمواقع داخل الأراضي السورية قال نائب المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: (لم تتضح الرؤية بالنّسبة لنا بعد عمّا إذا كان المسؤولون المصريون يقصدون من تصريحاتهم دعم الاستهداف الرّوسي لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية داعش فهذا أمر نحن أنفسنا نؤيّده ولا نختلف مع السيسي في تأييده ونرى وجوب أن يتمّ القصف الرّوسي في إطار من التنسيق والتعاون المشترك). واستدرك المتحدّث الأمريكي قائلا: (لكن ما نشهده اليوم في سوريا لا يتمّ على هذا النّحو بل نتلقّى تقارير متضاربة ونشهد استهدافا روسيا للمعارضة السورية المعتدلة لهذا أنا لا أستطيع أن أعلّق على تصريحات المسؤولين المصريين من دون أن أعرف السياق الذي وردت فيه). وأبدت الحكومة المصرية السبت الماضي تأييدا للغارات الجوّية التي تشنّها روسيا في سوريا وقالت إنها ستساهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه على الرغم من الانتقادات الغربية للتدخّل الرّوسي. كذلك قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريحات صحفية إن (المعلومات المتاحة لدينا خلال اتّصالاتنا المباشرة مع الجانب الرّوسي تؤشّر إلى اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب والعمل على محاصرة انتشار الإرهاب في سوريا) وأضاف أن (دخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات في هذا الجهد هو أمر نرى أنه سوف يكون له أثر في محاصرة الإرهاب في سوريا والقضاء عليه). وأثارت الغارات الجوّية التي تنفّذها روسيا في سوريا انتقادات قوّية من الولايات المتّحدة وحلفائها. وتقود واشنطن تحالفا ينفّذ بدوره غارات جوّية في سوريا لكن شكري قال: (إن التواجد الرّوسي الهدف منه توجيه ضربة قاصمة متوافقة مع الائتلاف المقاوم لداعش في سوريا والعراق). وتوطّدت العلاقات بين القاهرة وموسكو بشكل ملحوظ منذ انتخاب عبد الفتّاح السيسي رئيسا لمصر العام الماضي. وكانت مصر حليفة وثيقة للاتحاد السوفياتي حتى سبعينيات القرن الماضي حين تقاربت القاهرة مع الولايات المتّحدة التي كانت وسيطة في اتّفاق السلام مع الاحتلال عام 1979.