أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع الجيش الحر في سورية "إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل". ونقل موقع "روسيا اليوم" عنه القول أمس: "نحن حتى على استعداد لإقامة اتصالات معه (الجيش الحر)، إذا كان هو بالفعل جماعة مسلحة من المعارضة الوطنية تملك قدرات معينة وتضم سوريين". وأضاف: "تنظيم الجيش الحر بات وهميا.. وعلى الأقل طلبت من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم معلومات ما حول مواقع هذا الجيش السوري الحر وقادته". وأضاف: "ولم يقل أحد لنا حتى الآن أين يعمل هذا الجيش السوري الحر أو أين وكيف تعمل وحدات أخرى مما تسمى بالمعارضة المعتدلة". وكان لافروف أعلن في وقت سابق أن موسكو لا تعتبر الجيش السوري الحر تنظيما إرهابيا، بل تدعوه إلى المشاركة في العملية السياسية. وانتقد ازدواجية التعامل مع الضربات الروسية ونظيراتها الغربية في سورية. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية نفذت 25 طلعة خلال الساعات ال24 الماضية من قاعدة "حميميم" الجوية بريف اللاذقية، ووجهت خلالها ضربات لتسعة مواقع تابعة لتنظيم داعش في إدلب وحمص. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ضرورة تركيز الضربات الجوية على تنظيم (داعش) الإرهابي والمجموعات الإرهابية الأخرى مثل (جبهة النصرة) الفرع السوري لتنظيم القاعدة. واعترف لوران فابيوس - في مقابلة أمس على اذاعة "اوروبا 1" - أن الدعوة التي وجهها الرئيس فرانسوا اولاند الجمعة باستهداف (داعش) "فقط" كانت "صيغة سريعة" على حد وصفه. وحذر وزير الخارجية الفرنسي من تفجر الأوضاع بشكل في غاية الخطورة مؤكدا أن بلاده "تسعى الى إحلال السلم والأمن في سوريا والشرق الأوسط". واعلنت روسيا الاثنين شن غارات جوية على 9 مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في الساعات ال24 الاخيرة، مواصلة تدخلها العسكري في البلاد. واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان طائرات سوخوي سو-34 وسو-24م وسو-25 نفذت 25 طلعة وقامت بتدمير موقع قيادي في محافظة حماة ومخازن ذخيرة ومركز اتصالات في محافظة حمص، واليات مدرعة في محافظة ادلب و"مركز قيادي لتنظيم الدولة الاسلامية" في محافظة اللاذقية. التحالف ينفذ 21 ضربة جوية في العراقوسوريا أفاد بيان صادر عن قوة المهام المشتركة أمس أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة نفذ 13 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وثماني ضربات في سوريا الاحد. ووفقا للبيان ففي سوريا أصابت الضربات ثماني وحدات متمركزة قرب ثلاث مدن هي الحسكة والهول وتدمر وأصابت عدة وحدات تكتيكية للدولة الإسلامية. وأسفرت الضربة الوحيدة قرب تدمر عن "نتائج غير حاسمة". وفي العراق أصابت الضربات أهدافا قرب عشر مدن بينها الموصل والرمادي والفلوجة وأصابت عدة وحدات تكتيكية ومواقع قتالية وأهداف أخرى. الدول العربية تكتفي بمتابعة التدخل الروسي باستثناء مصر التي اشادت بالتدخل الروسي في سوريا، تتابع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، من دون ضجيج الضربات الروسية بسبب الخلافات بينها حول بقاء الرئيس بشار الاسد وفي ظل غياب قيادة للعالم العربي منذ سنوات. ومنذ بدء الضربات الروسية في سوريا الاربعاء التزمت الجامعة العربية الصمت. واكتفت السعودية وقطر بالمشاركة في التوقيع على بيان لسبع من دول التحالف الدولي ضد التنظيمات الجهادية يدعو روسيا الى التوقف "فورا" عن استهداف المعارضة السورية غير الجهادية والسكان المدنيين والى "تركيز جهودها" على تنظيم الدولة الاسلامية. اما مصر، فأيدت التدخل الروسي معتبرة انه "سيكون له اثر في محاربة الارهاب في سوريا والقضاء عليه"، بحسب وزير خارجيتها سامح شكري. وبالنسبة للقاهرة، التي تواجه الجهاديين في شمال سيناء وتراقب بقلق صعود تنظيم الدولة الاسلامية في جارتها ليبيا، فان التدخل الروسي في سوريا يخدم مكافحة الارهاب في المنطقة بأسرها. وقال شكري في مقابلة مع تلفزيون العربية: "المعلومات المتوافرة لدينا من خلال اتصالاتنا المباشرة بالجانب الروسي تؤشر الى اهتمام روسيا بمقاومة الارهاب ومحاصرة الانتشار الارهابي في سوريا والهدف من التواجد هو توجيه ضربة قاصمة، ضربة متوافقة مع الائتلاف المقاوم لداعش في سورياوالعراق".ويرجع تاييد مصر الى التقارب الذي قام به رئيسها عبد الفتاح السيسي مع موسكو عقب التوتر في العلاقات مع واشنطن التي انتقدت اقالة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013 وما تلاها من قمع دام لانصاره وتعليق المساعدات العسكرية للقاهرة لاشهر عدة. واذا كانت السعودية تريد بقوة اسقاط الاسد، فانها "لا تعرف ماذا تفعل او كيف" لتحقيق هذا الهدف، بحسب يزيد صايغ من مركز كارنيغي لدراسات الشرق الاوسط الذي يعتقد ان الرياض قامت "بأقصى ما يمكن ان تفعله" في سوريا. ويرى صايغ ان "السياسة الخارجية السعودية مرتبكة" الامر الذي يتضح من تدخلها في اليمن الذي يصف نتائجه بانها "غير مبهرة". ويتابع "لا نفهم ما هو التفكير السياسي وراء هذا التدخل" من قبل نحالف عربي-سني تقوده السعوية منذ مارس الماضي للتصدي لتقدم المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من ايران، الخصم الرئيسي للرياض في المنطقة.