تعكس العصبية التي وصل إليها البعض قضايا الضرب والجرح العمدي تغزو المحاكم يبدو أن النقاش والتفاهم غاب لدى بعض الجزائريين وحلت محله الأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها بعد أن تحوّلت لغة العنف إلى لغة لدى البعض فمن الخناجر إلى السواطير والقضبان الحديدية ما تعكسه القضايا التي تناقشها المحاكم كل يوم بحيث غزت قضايا الضرب والجرح العمدي المحاكم الجزائرية وصارت الأسلحة البيضاء ديكورا للشوارع وحتى البيوت وعادة ما تتطور الخلافات العائلية البسيطة إلى استعمال الاسلحة البيضاء. عتيقة مغوفل أصبحت قضايا الضرب والجرح العمدي تغزو أروقة المحاكم الجزائرية والغريب في الأمر أن الجزائريين أصبحوا عنيفين وملأت تصرفاتهم العصبية والنرفزة إلى درجة أن المواطن أصبح يخشى على نفسه وهو يسير في الشارع خصوصا وأن الاعتداءات بالأسلحة البيضاء عادة ما تؤدي إلى الموت أو الإصابة بعاهات مستديمة. يعتدي على زوجة أخيه بالسكين ومن بين القضايا التي عالجتها إحدى المحاكم بالعاصمة إقدام شاب في عقده الثالث على طعن زوجة أخيه على مستوى الفخذ الأيسر باستعمال سكين المطبخ والسبب أن هاته الأخيرة كانت دائمة المشاكل مع زوجته فقد كانتا تتشاجران بصفة يومية وأحيانا لأتفه الأسباب كل يوم يسمع الرجل عند دخوله إلى البيت زوجته تشتكي من زوجة أخيه وفي أحد الأيام عندما عاد الرجل إلى بيته من عمله بدأت زوجته تبكي أمامه وتروي له عن المشكل الذي وقع بينها وبين زوجة أخيه في غيابه وكيف أن هذه الأخيرة قامت بضرب ابنه الصغير ونعته بغير المؤدب وأن والديه لم يؤدبانه وهو الأمر الذي أثار غضب الرجل كثيرا وفي لحظة انفعال خرج من غرفته باتجاه المطبخ أين كانت جالسة زوجة أخيه وهناك ومن شدة غضبه حمل سكينا كان موضوعا على الطاولة وقام بتوجيه ضربة لزوجة أخيه على مستوى الفخذ الأيسر وحسب التقرير الطبي فإن هذا الأخير تسبب لها بعاهة لمدة 12 يوما إلا أن زوجة الأخ لم تصفح عن الرجل وقامت بتقديم شكوى ضده لدى مصالح الأمن الذين قاموا بإلقاء القبض عليه ومن ثمة محاكمته على أساس الضرب والجرح العمدي ليزج بعدها في السجن لمدة سنة نافذة عن الجريمة التي اقترفها في حق زوجة أخيه. صراعات حول الغسيل تصل إلى المحاكم ومن بين القضايا التي عالجتها إحدى محاكم العاصمة والمتعلقة بالضرب والجرح العمدي قضية تورطت فيها شابة في عقدها الثاني ووالدتها التي تبلغ من العمر 63 سنة راحت ضحيتها مغتربة قدمت إلى مسكن أختها بالعاصمة من أجل قضاء العطلة إذ قامت المتّهمتان بنشر الغسيل من النافذة وهو الأمر الذي أثار حفيظة الجارة والسبب أن الغسيل كان يقطر على ملابسها الجافة فطلبت تلك المغتربة منهما نزع غسيلهما إلى أن تجف ملابسها ومن ثمة تعيدان نشر الغسيل إلا أن المعتديتين رفضتا طلب الجارة المغتربة فنشبت بينهن مناوشات كلامية امتدت إلى مشادات عنيفة بالأيادي وقامت المعتديتان برش سائل روح الملح على المغتربة وشدها من الشعر بمجرد أنها طلبت منهما الكف عن رش الماء وهو ما تسبب للضحية في عجز عن العمل قدره الطبيب الشرعي ب21 يوما كما أن المعتديتين كادتا أن يفقدان الضحية بصرها بسبب رش روح الملح على عينها وهو الأمر الذي أدى إلى إضعاف بصر هذه الأخيرة وحكم عليهما رئيس الجلسة بستة أشهر سجنا نافذا في حق المتهمتين معا.