وصفت صلاة الجمعة في الشوارع بالاحتلال (لوبان) مهدّدة بالسجن والغرامة لازدرائها المسلمين في فرنسا مثلت زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا مارين لوبان أمام محكمة مدينة ليون بتهمة الكراهية العنصرية لتشبيهها صلاة المسلمين في الشوارع بالاحتلال النازي. حسب هيئة (بي بي سي) البريطانية طالبت النيابة الفرنسية بتبرئتها من التهمة بزعم (حرّية التعبير). وتتّهم لوبان بالتحريض على التمييز والعنف والكراهية ضد مجموعة من النّاس على أساس عقديتهم وإذا أدينت فهي معرّضة للسجن عاما واحدا ولغرامة 45 ألف أورو. وصدرت هذه التصريحات عن لوبان في تجمّع في مدينة ليون عام 2010 عندما كانت تخوض حملة من أجل زعامة حزبها. وبدأت لوبان المعروفة بمعاداتها للهجرة وللاتحاد الأوروبي تستقطب أعدادا متزايدة من الأنصار في فرنسا ويأمل حزبها الجبهة الوطنية الفوز بالأغلبية في إقليمين في الانتخابات المحلّية المقرّرة في ديسمبر المقبل. وأصرّت لوبان أمام المحكمة أنها لم تعتد على أحد وتساءلت عن توقيت المحاكمة قائلة: (نحن على موعد مع الانتخابات وهذه القضية تعود إلى خمسة أعوام مضت). وتوقّع أحد استطلاعات الرأي الأسبوع الماضي أن تفوز ابنة أختها ماريون ماريشال لوبان بإقليم باكا المهم وتنتزع رئاسته من الاشتراكيين. ونبّه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الفرنسيين إلى عدم المخاطرة بدعم اليمين المتطرّف عندما بدأ حزب لوبان يستقطب المزيد من الأنصار وقال في حديث للإذاعة الفرنسية: (لا تلجأوا إلى هذه الطريقة الانتخابية لتبليغ رسائلكم لمجرد أنكم غير راضين أو غاضبون فهناك تبعات لهذا الفعل على الاستثمار وعلى التجارة الخارجية وعلى فرص العمل والنمو). وتولّت مارين لوبان زعامة حزب الجبهة الوطنية عام 2011 وهي تحاول منذ ذلك الوقت إبعاد حزبها عن تاريخه العنصري والمعادي للسامية وقالت في تجمّع أمام أنصار حزبها في ديسمبر: (البعض يحلو لهم الحديث عن الحرب العالمية الثانية وعن الاحتلال فلنتحدّث عن الاحتلال لأن ذلك هو ما يحدث الآن بلا دبّابات ولا جنود لكنه مع ذلك احتلال) وأشارت إلى ظاهرة صلاة المسلمين في الشوارع في يوم الجمعة عندما لا يجدون مكانا في المساجد. يشار إلى أنه بعد هذه التصريحات مُنعت الصلاة في الشارع وخضعت لوبان للتحقيق بعدها وجرّدت من الحصانة البرلمانية الأوروبية عام 2013. وقالت لوبان إنها ستستغلّ المحاكمة للدفاع عن حرّيتها في التعبير عن رأيها وطالبت ممثّل النيابة المحكمة بتبرئة السياسية الفرنسية اليمينية البالغة من العمر 47 عاما. وقال بيرنارد بيونود للقاضي: (إن السيّدة لوبان باستنكارها لهؤلاء المصلّين في الفضاء العام دون أن تشير إلى عموم المجتمع المسلم بل إلى أقلّية إنما مارست حرّيتها في التعبير) وفق ادعائه. وقال مجلس مسلمي فرنسا إن تصريحاتها غذّت معاداة المسلمين في فرنسا.