المستعربون والكلاب.. أسلحة الاحتلال لوأد الانتفاضة *** تواجه انتفاضة السكاكين عدّة تحدّيات يعد من أخطرها على شبّان المقاومة هي الوحدات الخاصّة الإسرائيلية (المستعربون) أو ما يعرف باللّغة العبرية ب (المستعرفيم) فهم يستقلّون مركبات تحمل لوحات تسجيل فلسطينية بزيّ عربي فلسطيني ومعهم أوامر بالقتل والإعدام دون تردّد تحت (غطاء قانوني) كما يتم اختيار أفرادها ضمن مواصفات خاصّة جدّا. تلك القوّة التي ينتشر أفرادها بين الشبّان أثناء المواجهات أو يدخلون إلى منطقة الهدف على شكل باعة متجولين أو كموظّفين لشركات خاصّة ويكون مظهرهم قريب من المظهر العربي الشرقي بالإضافة إلى مواصفات جسمية وذهنية عالية والقدرة العالية على الفهم والتكلّم باللّغة العربية. * من هم المستعربون؟ (انعدام الضمير القيام بأعمال قذرة ودموية ولا إنسانية تنفيذ الأوامر التي تُسند له دون أيّ تردّد أو خوف).. هكذا يصف الباحث السياسي والمتخصّص في شؤون الاحتلال علاء أبو خضير المستعربين قائلا إن (هؤلاء المستعربون يخضعون لتدريبات مكثّفة منها التدرّب على المكوث في مكان معيّن لفترة طويلة والقدرة على التعرّف على الأماكن الجغرافية حيث لو دخل أحد أفراد هذه الوحدة منطقة فلسطينية فإنهم يستطيعون التحرّك بكلّ أريحية عبر خريطة صغيرة ورقية أو إلكترونية). وأضاف أبو خضير أن (اختيار المستعرب يكون من بيئة متطرّفة من اليمينيين وكلّ فرد من هذه الوحدة يكون له رقم واسم وهميان ليتمكّن من التواصل مع بقّية الأفراد المرافقين له) مؤكّدا أن (جميع قوانين الاحتلال تحمي وحدة المستعربين وتسمح لهم باستخدام القوة المفرطة التي تصل للقتل لمجرد حركة يقوم بها المشتبه به وكلّ ذلك ضمن قانون يسمّى يد خفيفة على الزناد الذي يعني اتخاذ القرار بشكل سريع وإطلاق النّار على الفلسطيني وإنهائه فورا وهو مخالف لكلّ المعايير الإنسانية والمواثيق الدولية وفيه انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان حيث الإعدام لمجرّد شبهة صغيرة أو حركة). * متى يظهر المستعربون؟ حسب الباحث الفلسطيني فإن الاحتلال يلجأ إلى استخدام وحدة (المستعربين) في حالات عدم تمكن الجيش من الوصول لمنطقة الحدث فتقلّ قدرة الشخص المستهدف على الدفاع عن نفسه فيما تكون هذه الوحدات محمية بشكل كبير وعلى تواصل بشكل متواصل مع الجيش والذي يجب أن يكون متواجدا في النقطة المحددة بظرف 5 دقائق أو أقلّ). ويقول الأسير المحرر الذي تعرض للاعتقال على يد قوات خاصة من المستعربين بفبراير العام الماضي عبد الرحمن هندية إنه كان يعمل في أحد المحلات بمدينة نابلس حيث دخل خلال ساعات النهار 5 أشخاص كأنهم زبائن لباسهم وأشكالهم عربية وأخرجوا مسدسات صغيرة ووجهوها نحوه وحذروه من التحرك لأن هناك أوامر بإطلاق النّار عليه وأضاف أن (عناصر الوحدة الخاصة الذين كان يبدو عليهم الخوف هاجموه بطريقه همجية وقاموا بتكبيله ونقله بسرعة خاطفة إلى سيارة حكومية تحمل لوحة تسجيل فلسطينية قبل أن تقله السيارة إلى معسكر حوارة العسكري جنوب نابلس بعد أن قاموا بمصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة من داخل المحل الذي يعمل به). * عنصر المفاجأة بيّن المحرّر هندية أن عنصر المفاجأة كان عاملا قويا في عدم فراره من المكان بالإضافة إلى المكان المحصور الذي تواجد به حيث كانت إمكانية الخروج من المكان معدومة وهو المكان الذي تفضله القوات الخاصة بالوصول إلى الشخص المستهدف) كما قال وأشار إلى أن إطلاق النار عليه كان متوقعا في أي لحظة حيث إن استخدام وحدة المستعربين لاعتقال أي فلسطيني يُعفي جيش الاحتلال من أي مسؤولية قانونية كون هذه الوحدة سرية ويسهل على حكومة الاحتلال التنصل من حالات الإعدام التي تقع في صفوف المطلوب الفلسطيني عند محاولة اعتقاله وسجل الاحتلال حافل بالإعدامات الميدانية في حقّ المعتقلين الفلسطينيين سواء في الميدان أو في أقبية التحقيق والسجون). * الانتفاضة مستمرّة وبقوّة قالت الشرطة الصهيونية إن فلسطينيا طعن جنديا أمس الاثنين في مدينة يافا وسط الأراضي المحتلّة قبل أن يفرّ من المكان. وقالت لوبا السمري المتحدثة بلسان شرطة الصهاينة في تصريح مكتوب إن (جنديا أصيب بجروح طفيفة بعد طعنه في مدينة يافا-تل أبيب فيما تمكن المهاجم من الفرار) وأضافت إن المهاجم هو (شاب عربي الهوية صغير السنّ) وأشارت إلى أن قوات كبيرة من الشرطة هرعت إلى المكان وتقوم بأعمال البحث عن المهاجم والتحقيق في ملابسات الحادث. واستشهد شابّ فلسطيني صباح الاثنين بالقرب من مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة بعد أن (طعن مستوطنا) حسب ما اعلن جيش الاحتلال. وقال الجيش في بيان إن الفلسطيني (طعن المستوطن في رقبته مما أدّى إلى إصابته بجراح خطرة) مشيرا إلى أنه (تمّ إطلاق النّار على المنفذ في الموقع مما أدى إلى مقتله). وتمّ نقل الإسرائيلي المصاب لتلقي العلاج بينما أكّدت خدمات الإسعاف أنها تعالج شابا في 19 من عمره أصيب بجروح خطرة بعد طعنه في رقبته. ووقع الهجوم عند مفرق بيت عانون شمال مدينة الخليل. وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء موجة العنف في الأوّل من أكتوبر إلى 55 فلسطينيا منهم عربي إسرائيلي واحد فضلا عن مقتل ثمانية صهاينة. واستشهدت فتاة فلسطينية (17 عاما) الأحد بإطلاق النّار عليها في جنوبالضفة الغربية المحتلّة بعدما حاولت طعن جندي من حرس الحدود حسب الشرطة. لكن شهودا فلسطينيين قالوا إن الفتاة لم تكن تحمل سكّينا. * الكلاب لملاحقة أطفال الانتفاضة من جهة أخرى قرّرت الشرطة استخدام الكلاب لملاحقة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة في مدينة القدس المحتلّة. وقالت لوبا السمري المتحدثة بلسان الشرطة في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة (الأناضول) للأنباء إن نائب القائد العام للشرطة (بنسي ساو) قرّر دمج 6 كلاب مدربة ومؤهلة لملاحقة راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة في مدينة القدسالمحتلة وأشارت إلى أن القرار يأتي في سياق استخدام (وسائل محددة ودقيقة ومناسبة وغير قاتلة هدفها تقليص الإصابات والأضرار في الميدان). وقالت السمري إنه سيتمّ استخدام الكلاب ل (تحييد المهاجم بعد تحديده بدقّة وردعه عن مواصلة هجومه حتى تقدم قوات الشرطة على اعتقاله بصورة آمنة). وتتواصل في العديد من الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس المحتلّة أعمال رشق الحجارة على قوات الشرطة والمستوطنين. وقد سبق للحكومة وأن أقرّت استخدام القنّاصة لاستهداف راشقي الحجارة وكذلك فرض أحكام السجن العالية على من يثبت تورطه في رشق الحجارة والزجاجات الحارقة. لكن هذه الإجراءات لم تفلح في التقليل من عمليات رشق الحجارة من قِبل الفلسطينيين. من جانب ثاني قالت السمري إن فلسطينيا ألقى في ساعات اللّيلة الماضية مفرقعات على منزل يقيم فيه مستوطن إسرائيلي في داخل البلدة القديمة في مدينة القدس وأضافت أن قوّات الشرطة الإسرائيلية التي تواجدت على مقربة من المكان اعتقلت فلسطينيا من سكان حي بيت صفافا جنوبيالقدس على خلفية هذا الحادث وأحالته للتحقيق. كما ذكرت المتحدثة بلسان الشرطة أن فلسطينيين ألقوا في ساعات مساء أوّل أمس الأحد عبوة ناسفة يدوية باتجاه قوات الشرطة الإسرائيلية في حي العيساوية في القدس الشرقية ما أدى إلى إصابة شرطي إسرائيلي بجروح طفيفة نقل على إثرها إلى المستشفى.