دعا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، أمس الجمعة، إلى احترام المواقع الدينية في القدس والحفاظ على "الوضع الراهن" فيها، بالسماح بممارسة الأديان الثلاث لعباداتها في تلك المنطقة. جاء ذلك في معرض رد الرئيس الأمريكي على أسئلة الصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك له مع رئيسة كوريا الجنوبية "بارك غيون"، عقداه من البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن التي تجري لها الأخيرة زيار رسمية في الوقت الحالي. وأوضح "أوباما" أن "المواقع الدينية داخل القدس مهمة جداً لثلاثة من الأديان الرئيسية في العالم يجب إحترامها، وأن الوضع الراهن الذي سمح بالشراكة في التعبد داخل وحول هذه الأماكن يجب المحافظة عليه". تصريحات "أوباما" جاءت إثر توتر الأوضاع في مدينة القدس على خلفية صدامات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي منعت كل من هو تحت سن الأربعين من دخول المسجد الأقصى، وقيام شبان فلسطينيين، فجر أمس الجمعة بحرق، ما تطلق عليه إسرائيل اسم "مقام يوسف"، في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربيةالمحتلة. من جانبه اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "جون كيربي" موجة عمليات الطعن التي نفذها الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء بأنها "أفعال إرهابية". هذا وبرغم تنديد "أوباما" بالعنف بشكل عام إلا أنه أكد على "حق إسرائيل في الحفاظ على القانون والنظام الأساسي وحماية مواطنيها من الهجمات بالسكاكين، والعنف في الشوارع"، داعياً في الوقت نفسه كلا الطرفين إلى "إخماد الخطاب الديني الذي يغذي العنف والغضب"، مشيراً إلى "حاجة الجميع إلى التركيز على التأكد من عدم تعرض الأبرياء للقتل". وازداد التوتر مؤخراً إثر مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية. وهو ما تسبب في استشهاد أكثر من 32 فلسطينيا، بينهم 7 أطفال وأم، برصاص الجيش الإسرائيلي، في الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة، منذ بداية الشهر، بحسب بيان أصدرته وزارة الصحة الفلسطينية أول أمس. وعلى صعيد آخر، قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي شابة فلسطينية في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، أمس، بزعم أنها طعنت شرطية إسرائيلية وأصابتها بجروح طفيفة".وزعمت المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، أن شابة فلسطينية حاولت تنفيذ عملية طعن ضد مجندة بشرطة حرس الحدود، ما أدى إلى إصابتها بجروح طفيفة بيدها، قبل أن تطلق النار على الفلسطينية"، مشيرة إلى أن الشرطة شلّت حركة الفلسطينية، وأجهزت عليها في المكان". وذكرت السمري أن الحادثة وقعت في معسكر للشرطة الإسرائيلية، قرب مستوطنة "كريات أربع"، المقامة على أراضي الفلسطينيين في الخليل، لافتة إلى أن قوات كبيرة من الشرطة هرعت إلى المكان، وقامت بأعمال البحث والتحقيق بكافة التفاصيل".وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً، تعمّد الجيش والشرطة الإسرائيلييْن ومستوطنين يهود، إطلاق النار على فلسطينيين وإعدامهم في الضفة الغربيةوالقدس، دون أن يشكلوا خطراً عليهم، بذريعة أنهم نفذوا محاولات طعن".وفي حادثة مشابها، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على فلسطيني في مستوطنة "آرمون هنتسيف"، المقامة على أراضي جبل المكبر شرق القدسالمحتلة، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.وذكر الجيش أن أفراداً من شرطة حرس الحدود حاولوا فحص فلسطيني في المستوطنة المذكورة، فاستل سكيناً محاولاً طعنهم، فما كان منهم إلا أن أطلقوا النار باتجاهه وأردوه قتيلاً.من جهة ثانية ذكر جيش الاحتلال أن مستوطناً أطلق النار على فلسطيني في شارع "الشهداء" وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بعدما ادعى أنه حاول طعنه، بحسب تصريح المتحدث باسم الجيش.في ذات الإطار، أصيب صباح أمس، عشرات الفلسطينيين من بينهم طلبة مدارس، بحالات اختناق جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي لقنابل الغاز المسيّل للدموع شرقي مدينة غزة. وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الحدود الشرقية الفاصلة مع قطاع غزة، وابلاً من قنابل الغاز المسيّل للدموع، بالقرب من المنازل والمدارس في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.