اتهم فلسطينيون جمعيات يهودية استيطانية بالاستيلاء على 25 بيتا فلسطينيا فجر الثلاثاء في حي سلوان جنوب شرق مدينة القدسالمحتلة "بطرق ملتوية تحت حماية الشرطة الاسرائيلية بهدف تهويد الحي في اطار خطة تهويد المدينة". وقال المحامي محمد دحلة لوكالة فرانس برس" استولى المستوطنون على 25 شقة سكنية فلسطينية في حي سلوان منذ ساعات الفجر وتعود لعدد من العائلات التي تنفي انها قامت بالبيع، ونحن بدانا بتجميع معلومات لمعرفة كيفية استيلاء المستوطنين على هذه الشقق السكنية". وروى محمد عادل الخياط من حي سلوان كيف استولى المستوطنون على بيته. وقال لوكالة فرانس برس "كنت خارج مدينة القدس، وكانت ابنتي التي تسكن احدى الشقق عند عمتها، فقام المستوطنون بالاستيلاء على ثلاث شقق من املاك عائلتي فجر اليوم واحدة نعيش فيها انا وزوجتي واولادي، واخرى تسكن فيها ابنتي التي لا يزال ذهبها وهويتها فيها، والثالثة مؤجرة وكان من المفروض ان يتسلم المستاجر الفلسطيني المفاتيح اليوم". وتابع الخياط "نحن لم نبع ولم نسرب شققنا للمستوطنين، وبيت عائلتي مكون من سبع شقق يسكن اخوتي في اربع شقق منها وهم موجودون فيها، وهناك مدخلان رئيسيان للشقق دخل المستوطنون من احدهما وقاموا بتغيير مفاتيح الشقق التي لا يزال اثاثنا فيها". واضاف "حاولنا اخراجهم والدخول الى بيوتنا واتصلنا بالشرطة الاسرائيلية التي قالت لنا ان المستوطنين اشتروا العقار ولم يقولوا لنا من هو البائع وصارت مواجهات بيننا وبينهم نقلت على اثرها للعلاج في مستشفى المقاصد". وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري في روايتها عن هذه الحادثة "حاول مواطن مقدسي عربي صباح اليوم (الثلاثاء) الدخول الى احد البيوت التي يقطنها يهود في حي سلوان عنوة، فتجمهر عدد من الناس في المكان، وقاموا برشق الحجارة والمفرقعات باتجاه قوات الشرطة التي شرعت بتفريق راشقي الحجارة. وقد اصيب احد افراد قوات الوحدات الخاصة براسه وتم علاجه في المكان". واضافت السمري لوكالة فرانس برس "نحن لسنا طرفا في النزاع نحن استدعينا لحل نزاع بين طرفين ووجدنا حسب المعلومات المتوفرة ان ملكية البيت تعود لجمعية العاد". وقام وزير الاسكان الاسرائيلي يوري ارييل بزيارة الى الشقق المصادرة تضامنا مع المستوطنين، بحسب ما نقلت شبكة التلفزيون الاسرائيلية العاشرة الخاصة التي بثت مشاهد من الزيارة. وتستخدم جمعية العاد لاستيطانية التي تعمل على تهويد حي سلوان كافة الاساليب القانونية وغير القانونية للاستيلاء على البيوت والاراضي في حي سلوان ومؤسسها ديفيد بيري وهو نائب رئيس وحدة المستعربين سابقا. وقال بيري في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان "ما يدعيه العرب من ملكيتهم للبيوت صحيح حتى نصل الى المحكمة فيصبح حينها الحق معنا ويصبح البيت ملكنا". ويشهد حي سلون توترا كبيرا وتنتشر الشرطة الاسرائيلية فيه بشكل واسع. واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "يصر على تسمية دولة اسرائيل دولة يهودية، ويؤيد ويدعم مجموعات المستوطنين الارهابيين الذين يقتلون ويدمرون ويحرقون المساجد والكنائس، وهم من احرق الفتى محمد ابو خضير (في القدس في تموز/يوليو)، مثلما تقوم مجموعات البغدادي بالقتل والارهاب"، في اشارة الى زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي الذي اعلن نفسه خليفة للمسلمين في العراق. وتابع ان "المستوطنين ترجموا خطاب نتانياهو بدعمهم في ارهابهم باحتلال سبعة منازل اليوم في بلدة سلوان في القدس الشرقية المحتلة". وقالت متحدثة باسم جمعية "العاد" "ان الجمعية ليست وراء عمليات الشراء، لكن متطوعين من جمعيتها تواجدوا في البيوت في سلوان" وهي ملك شركة استثمارية. وقال المحامي اليهودي يتسحاك مينا في بيان لوكالة فرانس برس انه يمثل شركة كندال فايننس التي تتعامل مع العقارات في القدس التي "اشترت المباني في سلوان" مضيفا ان الشركة "اختارت الاستثمار في المنازل في القدس، بما في ذلك في مدينة داود" حيث يطلق المستوطنون على سلوان مدينة داوود. واضاف المحامي مينا " تم شراء المنازل قانونيا وقامت الشركة الليلة الماضية بتسكين عدد من الناس في هذه المنازل التي تمتلكها". ومن جهته اكد المحامي محمد دحلة محامي العائلات الفلسطينية "ان الاستيلاء على البيوت الفلسطينية يتم عادة اما عن طريق مصادرة هذه البيوت من خلال حارس املاك الغائبين، اي انها املاك اشخاص فلسطينيين لم يكونوا موجودين في بيوتهم اثناء الاحتلال الاسرائيلي للقدس عام 1967 ويقوم حارس املاك بدوره بتسليمها للجمعيات الاستيطانية".