نحو انسحاب أبرز أقطابها صراعات كبيرة داخل تنسيقية المعارضة تنسيقية المعارضة تحضّر لمؤتمر (مزفران 2) وسط الخلافات أعلنت هيئة (المتابعة والتشاور) الممثّلة لأحزاب المعارضة عقد مؤتمر (مزفران 2) قبل نهاية السنة الجارية بمشاركة أحزاب وشخصيات سياسية وناشطين في المجتمع المدني في وقت تتحدّث فيه مصادر متعددّة عن صراعات داخلية كبيرة وانسحابات مرتقبة لأبرز أقطاب التنسيقية على رأسهم الشيخ عبد اللّه جاب اللّه. قرّرت الهيئة التي تضمّ قادة وممثّلي أحزاب وشخصيات مستقلّة معارضة في بيان لها حصلت (أخبار اليوم) على نسخة منه أمس تنظيم اجتماع جديد لها خلال شهر للتحضير للمؤتمر الثاني تعرض فيه وثائق المؤتمر ومنها ورقة سياسية. ودعت الهيئة جميع النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية والطلاّبية إلى الانخراط في مبادرة الانتقال الديمقراطي بتفعيل برنامج التوعية السياسية والمجتمعية الشاملة. وأكّدت الهيئة أن الأزمة السياسية والاقتصادية في الجزائر هي (أزمة منظومة حكم فشلت في تحقيق التنمية وأوصلت البلاد إلى أوضاع خطيرة أدخلت المواطنين في دائرة الحيرة والتساؤلات والخوف على الحاضر والمستقبل). وكانت هيئة المتابعة والتشاور قد عقدت اجتماعا مساء أوّل أمس في مقرّ حركة مجتمع السلم بحضور الأغلبية الساحقة من الأحزاب والشخصيات منها عبد العزيز غرمول رئيس حركة الوطنيين الأحرار وعلي بن فليس بصفته رئيسا لجبهة طلائع الحرّيات بعدما شارك سابقا بصفته منسقا لقطب التغيير. هذا وقد نفى رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية الشيخ عبد اللّه جاب اللّه في تصريحات نقلتها وكالة (قدس برس) أن يكون حزبه قد غاب عن اجتماع الأحد وأكّد أن عدم حضوره هو شخصيا للاجتماع لا يعني مقاطعة للتنسيقية أو خروجا عنها وأضاف: (نحن شركاء في تأسيس التنسيقية وفي وضع استراتيجيتها ولم نغب عن أي اجتماع لها منذ تأسيسها وغياب رئيس الحزب عن الاجتماعات أمر يكفله التنظيم الداخلي للتنسيقية). وأوضح جاب اللّه أن الجزائر تعيش ظروفا بالغة السوء على جميع المستويات لكنه أشار إلى أن فرص التغيير تبدو صعبة ومعقّدة وتحتاج إلى جهود وصفها ب (الجبّارة) من أجل إعادة النّظر في آليات العمل السياسي السابقة بما يتناسب والوضع الحالي وقال: (الوضع في الجزائر بالغ السوء من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية ويتطلّب حراكا قويا كثير من شروطه للأسف الشديد غير متوفّرة وهو ما يستوجب من الجميع إعادة النّظر في الاساليب التقليدية في العمل السياسي). يذكر أن مؤتمر (مزفران) الأوّل لهيئة تنسيق المعارضة كان قد عقد في جوان من العام الماضي بزرالدة وحضرته غالبية أحزاب المعارضة بما في ذلك بعض قيادات الجبهة الإسلامية للانقاذ المحلّة مثل علي جدّي وعبد القادر بوخمخم وانتهى بإصدار بيان ختامي أوصى بالعمل على إحداث التغيير الحقيقي بما يجسّد سيادة الشعب في اختيار حكّامه وممثّليه وتمكينه من مساءلتهم ومحاسبتهم وعزلهم كما دعا إلى (تعميق الحوار وإصدار وثيقة مرجعية توافقية وعرضها على السلطة والمجتمع) وحثّ على ضرورة (إرساء مصالحة وطنية مبنية على الحقيقة والعدالة وتوسيع جبهة الأحزاب والشخصيات المقتنعة بالتغيير والانتقال الديمقراطي). وتجدر الإشارة إلى أن (تنسيقية الحرّيات والانتقال الديمقراطي) التي كانت تسمّى خلال حملة الرئاسة العام الماضي (تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات( تضم 4 أحزاب إسلامية وهي (حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير والعدالة وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني) إلى جانب الحزبين الديمقراطيين (التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية وجيل جديد) والمترشّح السابق للرئاسيات ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور.