بإعلانه عن اقتراب تعديل الدستور وإفصاحه عن أهمّ (ملامحه) *** * بوتفليقة يدعو الجزائريين إلى تكريس الاستقلال الاقتصادي - وضع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حدّا للجدل والمضاربات بشأن تعديل الدستور بعد أن روّجت بعض الجهات لإشاعات تفيد بإمكانية التراجع عنه حين أكّد أنه متمسّك بالتعديل الدستوري وماض فيه إلى النّهاية. ولم يكتف الرئيس بوتفليقة بالتأكيد أن تعديل الدستور بات وشيكا بل ذهب أبعد من ذلك حين قدّم أهمّ (ملامح) الدستور المنتظر. رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكّد يوم السبت أنه سيتمّ (الإعلان عمّا قريب عن مشروع مراجعة الدستور) مشيرا إلى أن هذا المشروع يتطلّع إلى إرساء (دعائم ديمقراطية هادئة في جميع المجالات). وقال رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة إحياء الذكرى ال 61 لاندلاع ثورة نوفمبر 1954: (لقد تحقّقت إنجازات كثيرة وما زال منها ما ينتظر التعزيز أو الاستكمال وذلك هو الشأن في المجال السياسي والحوكمة ذلكم هو النّهج الذي يسير عليه مشروع مراجعة الدستور الذي سيتمّ الإعلان عنه عمّا قريب) وتابع قائلا: (والأمر سواء بالنّسبة للتطلّع الذي يعكسه هذا المشروع أي التطلّع إلى تعزيز الوحدة الوطنية حول تاريخنا وحول هويتنا وحول قيمنا الرّوحية الحضارية) مشيرا إلى أن الأمر (سواء بالنّسبة لصدوره عن إرادة غايتها تدعيم مكانة الشباب ودوره في مواجهة تحدّيات الألفية وكذلك بالنّسبة للضمانات الجديدة التي سيأتي بها مشروع التعديل هذا من أجل تعزيز احترام حقوق المواطنين وحرّياتهم وكذا استقلالية العدالة). (ونفس المقاربة هذه تحذو تعميق الفصل بين السلطات وتكاملها وفي الوقت نفسه إمداد المعارضة البرلمانية بالوسائل التي تمكّنها من آداء دور أكثر فاعلية بما في ذلك إخطار المجلس الدستوري) كما أوضح رئيس الدولة. وأضاف الرئيس في رسالته: (وقصارى القول سيكون تنشيط المؤسّسات الدستورية المنوطة بالمراقبة وإقامة آلية مستقلّة لمراقبة الانتخابات من بين ما يجسّد الرغبة في تأكيد الشفافية وضمانها في كلّ ما يتعلّق بكبريات الرهانات الاقتصادية والقانونية والسياسية في الحياة الوطنية). وفي الأخير أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تسهم مراجعة الدستور هذه (في تعزيز دعائم ديمقراطية هادئة في سائر المجالات وفي مزيد من تفتّح طاقات الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين في البلاد في خدمة مصالح الشعب الشعب الذي هو دون سواه مصدر الديمقراطية والشرعية الشعب الذي هو الحكَم الأوحد صاحب القول الفصل في التداول على السلطة). بوتفليقة يؤكّد مواصلة جهود التنمية رغم أزمة البترول أكّد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر عازمة على مواصلة مجهود التنمية الوطنية بالرغم من أزمة المحروقات العالمية مطمئنا بأن البلاد تملك من المكتسبات ما يمكّنها من تجاوز هذه المرحلة (الصعبة). وأعطى السيّد بوتفليقة بعض الأمثلة عن إنجازات الجزائر منذ 1999 حيث تراجعت أزمة السكن بإنجاز الملايين من الوحدات السكنية واستلمت المنظومة التربوية أكثر من 3.000 إكمالية وثانوية وأخذت الجامعات تستقبل ما يفوق المليون ونصف المليون طالب وطالبة. كما انحسرت البطالة -يضيف رئيس الجمهورية- وتضاعف الاستثمار الاقتصادي (وإن لم يبلغ المستوى المأمول). وفي هذا الخصوص شدّد السيّد بوتفليقة القول: (إننا عازمون كلّ العزم على مواصلة مجهود التنمية الوطنية هذا بالرغم من أزمة المحروقات العالمية التي كلّفتنا نصف إيراداتنا الخارجية وهي الأزمة التي قد تدوم مدّة من الزمن بسبب جملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية). ويرى رئيس الجمهورية (أن الجزائر تملك من المكتسبات ما يمكّنها من تجاوز هذه المرحلة الصعبة ومن مواصلة إنجازاتها الاقتصادية والاجتماعية سواء أتعلّق الأمر بتكوين الشباب أو بالمنشآت القاعدية الأساسية أو بالشبكة الصناعية التي باتت بعد معتبرة أو بالقدرات الفلاحية والمنجمية والسياحية) وأضاف: (لنا من المكتسبات ما يمكن كذلك في سنة الحوار بين الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين الحوار الذي به يتحقّق التوافق الكفيل بمرافقة الإصلاحات الاقتصادية الضرورية والحفاظ على ديمومة العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني). وفي هذا الإطار دعا السيّد بوتفليقة الجزائريين إلى كسب معركة الإنتاجية والتنافسية لتكريس استقلال وسيادة البلاد في المجال الاقتصادي وقال في هذا الخصوص: (ما من شكّ أنكم بني وطني الأعزّاء ستوفّقون على غرار رفاقكم أو أسلافكم صنّاع ثورة نوفمبر إلى كسب معركة الإنتاجية والتنافسية خاصّة وأن الأمر يتعلّق من ثَمّ بتكريس استقلال البلاد وفرض سيادتها في المجال الاقتصادي وتزويد الجزائر بهذين المكسبين وهي تدخل العولمة التي لا مكان فيها للضعفاء). هذه رسالة بوتفليقة للشباب في عيد الثورة دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم السبت الشباب الجزائري إلى المساهمة ب (فعالية) في بناء جزائر التنمية والرقي (بنفس الرّوح التي حرّر بها آباؤه الإنسان والأرض). وقال رئيس الجمهورية في رسالته: (إنه ليحذوني أمل كبير على إثر عمليات تشبيب الأطر المسيّرة لمؤسّسات الدولة في أن يتمكّن جيل الشباب من مساهمة فعّالة في بناء جزائر التنمية والرقي بنفس الرّوح التي حرّر بها آباؤه الإنسان والأرض). وأكّد الرئيس بوتفليقة أن مشروع تعديل الدستور سيدعّم مكانة الشباب ودوره في مواجهة تحدّيات الألفية إلى جانب تعزيز الوحدة الوطنية (حول تاريخنا وحول هويتنا وحول قيمنا الرّوحية والحضارية). من جهة أخرى أهاب رئيس الجمهورية بكلّ الجزائريات والجزائريين (أن يدركوا ويعوا رهانات المرحلة وعدم الارتباك أمام التحدّيات التي كثيرا ما يجري تهويلها لتخويف الشعب والتشكيك في قدراته وهزّ ثقته في قيادته وأطره). وأعرب رئيس الدولة عن يقينه بأن الشعب الجزائري (المتمرّس على مقارعة الخطوب ومواجهة التحدّيات سيتجاوز المرحلة الحالية الحبلى بالأزمات مرتكزا في ذلك على ما جبل عليه من صبر وثبات ومن حبّه للوطن والدفاع عن مقدّساته ومقدراته والذوذ عن حرّية وسيادة قراره مهما اشتدّ الظرف وعظم الخطب).