رفعوا العلَم الفرنسي وتنكّروا لبني جلدتهم *** ثار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ضد من أسموهم ب (لاعقي الحذاء الباريسي) الذين لوّنوا بروفايلاتهم بالعلَم الفرنسي تضامنا مع ضحايا تفجيرات باريس الإرهابية وهو ما لم يحدث مع الضحايا العرب والمسلمين الآخرين ممّن يتعرّضون لمجازر يومية على أيدي أنظمة وتنظيمات من صنيع مخابرات الغرب. نشر موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) إمكانية تحويل الصورة الشخصية إلى صورة مع خلفية علَم فرنسا تضامنا مع التفجيرات الإرهابية التي استهدفت باريس وراح ضحيتها عشرات الأشخاص بينهم جزائريان. هذه الخاصّية سرعان ما تداولها مستخدمو (الموقع الأزرق) في الجزائر حيث نشروا صورهم مع العلَم الفرنسي كتضامن (إنساني) مع ضحايا الحادثة التي نفّذها تنظيم (داعش) الإرهابي في عاصمة الأنوار والذين فاق عددهم ال 150 ضحية. وفي الوقت الذي انتشرت فيه الصور الشخصية بألوان العلَم الفرنسي بسرعة الطيف أمس خرجت أصوات تندّد وتعتبر أن رفع التضامن مع الضحايا أمر واجب على كلّ إنسان لكن أوّلا هناك ضحايا في سوريا وفي فلسطين وفي لبنان خصوصا إثر التفجيرات الأخيرة بالضاحية الجنوبية ووجب التضامن ورفع أعلام هذه الدول التي تعتبر أعلاما لنا كعالم إسلامي عربي وليس العلَم الفرنسي لا سيّما أن حكومة فرنسا كان لها دور واضح في إدخال الإرهابيين إلى سوريا ودعمهم نفس قوى الإرهاب التي ضربت فرنسا الآن حيث أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا مبادئ مثلما أجمعت تعليقات بعض الفايسبوكيين. (نتضامن مع الضحايا وليس مع قاتلي أجدادنا) من أبرز ما انتشر في صفحات التواصل الاجتماعي نقدا لقضية العلَم الفرنسي كان: (أنا متضامن بشكل كامل وكلّي مع الشعب الفرنسي الذي تمّ استهدافه من قِبل وحوش هذا الزمان لكن علَم فرنسا لا يمثّلني هذا علَم يرمز إلى الاستعمار والاستعلاء علَم فرنسا يذكّرني بالظلم الذي طال شعب الجزائر والمليون شهيد علَم فرنسا يذكّرني بجميلة بوحيرد وتعذيبها وإذلالها وظلمها تحت علَم فرنسا علَم فرنسا يذكّرني بدولة ظالمة كانت ولا زالت دولة مُحتلّة وداعمة لإسرائيل الظالمة بالكامل علَم فرنسا يذكّرني بنظام فرنسي ساعد ودعم وحوش الزمان بالدخول إلى سوريا لتدميرها). (تمّ إعادة جميع المسافرين الجزائريين الذين حاولوا دخول باريس يوم الأحد 15 نوفمبر رغم أنهم حاصلون على تأشيرة دخول سليمة إلى الأراضي الفرنسية وحتى الأشخاص اللّي راهم دايرين علام فرنسا في بروفايلاتهم ومتضامنين معها).. هكذا علّق ناشطون آخرون على شروع فرنسا في (معاقبة) الجزائريين بدعوى الاحتياطات الأمنية المترتّبة عن اعتداءات الجمعة بعاصمتها باريس. وانشرت أمور كثيرة مشابهة للفقرات أعلاه فيما كان ردّ البعض بأن يحوّلوا صورهم الشخصية إلى صورة بألوان العلَم الجزائري أو الفلسطيني أو السوري ثمّ سرى الأمر بسرعة بين المتصفّحين. عنصرية (الفايس بوك) وصف ناشطون خطوة مالك شركة (الفايس بوك) مارك زوغربيرغ بأنها عنصرية لكن بلباس إنساني حيث قام بالتعاطف مع ضحايا الهجمات الإرهابية في فرنسا ضاربا بعرض الحائط التعاطف مع ضحايا لبنانوسوريا والعراق وفلسطين واليمن وغيرهم من الضحايا من خلال إضافة خاصّية جديدة على صفحات (الفايس بوك) تخوّل لك بمجرّد كبسة زرّ واحدة أن تضع صورتك كصاحب الحساب بشكل خلفية شفّافة لصورة علَم فرنسا على وجه التحديد. والقصد ليس تجاهل ضحايا فرنسا فالجميع يستنكر الإرهاب وكلّنا عبّرنا عن حزننا لما حصل لكن أن يتضامن (الفايس بوك) مع ضحايا ويتجاهل ضحايا في مكان آخر فهذه عنصرية حسب ما خلصت إليه استنتاجات بعض الغاضبين من (زوكيربيرغ).