تفقد سنويا 300 ألف هكتار *** كشف الدكتور عبد الوهاب بلوم في الملتقى شبه الإقليمي حول السنة الدولية للتربة والذي بدأت أشغاله تحت شعار (تربة سليمة لحياة مفعمة بالصحة) أمس الأربعاء بولاية الشلف أن الشمال الجزائري يفقد سنويا 300 الف هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة بفعل عوامل بشرية وطبيعية. قال الدكتور بلوم مكلف بالتربة والمياه بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة (الفاو) منطقة شمال إفريقيا أن الجزائر بصدد فقدان أراضيها الزراعية بفعل العامل البشري أو التصحّر والجفاف أو الأمطار الغزيرة ممّا يجعلنا ندقّ ناقوس الخطر لنفكّر بجدّية في كيفية التصدي لهذه (الكارثة). ومن جهته أشار الممثّل الجهوي ل (الفاو) بشمال إفريقيا السيّد ثيومبيوند لامورديا إلى أن علم الجغرافيا دروهين حذّر سنة 1958 من هذه الظاهرة في الجزائر -كما قال- أن 50 بالمائة من الموارد الجوفية في تونس كانت تعاني من الملوحة ممّا تسبّب في وفاة 10 بالمائة من السكّان جرّاء ملوحة المياه. ودعا الخبراء في هذا الصدد إلى إيجاد حلول ناجعة لمواجهة تدهور التربة وفقدانها من خلال عرض التجارب العلمية في دول المنطقة شبه الإقليمية وتبادل الخبرات حول المشاكل والحلول المقترحة للخروج في الأخير بحلول تكون بمثابة ورقة طريق يتمّ العمل بها لتحقيق التنمية المستدامة. وتولي الجزائر اهتماما كبيرا للمحافظة على التربة ويتجلّى ذلك من خلال السياسات المنتهجة والداعية إلى الاستخدام الرشيد لهذا المورد الطبيعي حسب ما أكّده مسؤول بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مدير التنمية الفلاحية للمناطق الجافة وشبه الجافة بذات الوزارة السيّد محمد كسيرة لدى افتتاح الإجتماع. وأفاد ذات المسؤول بأن هذا الاهتمام الوطني بالتربة يأتي تماشيا مع قرار الهيئة العامة للأمم المتّحدة الصادر في ديسمبر 2013 والذي يقر بأهمّية الإدارة السليمة للأراضي بما في ذلك التربة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية لا سيّما أن هذا المورد الطبيعي يسهم وبشكل كبير في النمو الاقتصادي والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة والأمن الغذائي والقضاء على الفقر والتصدّي للتغيّرات المناخية. وأشار المتحدث إلى أن (التصحّر وتدهور الأراضي والجفاف هي ظواهر تشكّل تحدّيات ذات بعد عالمي ومازالت تمسّ التنمية المستدامة بشكل خطير في جميع البلدان خاصّة النامية منها لذا يتوجّب علينا العمل على إذكاء الوعي والتشجيع على إدامة الموارد المحدودة من التربة على جميع المستويات من خلال الاستعانة بأفضل المعلومات والبحوث العلمية المتاحة والاستناد إلى ركائز التنمية المستدامة). وصرّح نفس المصدر بأن الاحتفال ب (اليوم العالمي والسنة الدولية للتربة) خلال سنة 2015 يمكن أن يلعب دورا أساسيا في نضج الوعي من أجل الاهتمام بمسألة التصحّر وتدهور الأراضي والجفاف بما يتماشى مع أهداف الأمم المتّحدة لمكافحة التصحّر في البلدان التي تعاني من ذلك خاصّة في القارّة الإفريقية وأكّد في هذا الصدد أن الوزارة ستعمل بالتنسيق مع كلّ القطاعات المعنية من أجل حسن استغلال التربة والمحافظة عليها من خلال وضع خطط مشتركة ودائمة. يذكر أن هذا الاجتماع الدولي الذي يدوم يومين ينظم مناصفة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري ومنظمة الأمم المتّحدة للتغذية والفلاحة (الفاو) وجامعة (حسيبة بن بوعلي) بولاية الشلف. ويشارك في هذا الاجتماع خبراء من الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا والأردن وهو يهدف إلى تحسيس المجتمع المدني وصنّاع القرار بالأهمّية القصوى للتربة في حياة الفرد وإعلام الجمهور العريض حول الدور الكبير الذي تلعبه الأراضي بصفة عامّة في تحقيق الأمن الغذائي وفي التكيّف مع التغيّرات المناخية والبيئية وفي تخفيف أثارها إلى جانب تقليص الفقر. كما يركّز هذا المؤتمر أيضا على دعم السياسات والنشاطات الفعّالة التي تتمحور على تسيير وحماية التربة وترقية الاستثمار الخاص بالتسيير الحسن للأراضي حتى يتسنّى لمختلف مستعملي الأراضي ومجموع السكّان عموما الحصول عليها في حالة جيّدة.