الغرب يُريد إشاعة الفاحشة.. والمجتمع يستنكر *** بعد أسابيع قليلة من صدور تقرير كتابة الدولة الأمريكية للخارجية بشأن الحقوق والحريات والذي دافع عن (حق شواذ الجزائر) في ممارسة شذوذهم بكل راحة ودون مضايقة بدأت بعض الفعاليات الشاذة في المجتمع تتحرك في اتجاهات مختلفة لتكريس وتجسيد هذا المسعى من خلال محاولة إشاعة الفاحشة في المجتمع والعمل على كسر هذا الطابو الخطير الذي يهدد أعراف وقيّم وأخلاق الجزائريين الذين يستنكرون تجرؤ جهات مشبوهة بكل وقاحة على تشجيع شواذ الجزائر بطريقة أو أخرى.. وجاءت الحصة التي بثتها قناة بور تيفي مؤخرا حول الشذوذ الجنسي لتعيد قضية (قوم لوط) في الجزائر إلى الواجهة وقد ضاعف الإنذار الذي تلقته القناة من قبل سلطة ضبط السمعي البصري من الاهتمام الإعلامي وحتى الجماهيري بهذه القضية التي لم تعد تصنف في خانة (ما لا نتحدث عنه). وقد أثارت قناة بور تيفي الفضائية الخاصة ضجة كبرى على خلفية تداعيات ما بثته قبل أيام ضمن برنامج (حكايتي) فبعد سلسلة من الاتهامات التي وجهها لإدارة القناة صحفي سابق بها وكذا أحد (ضيوفها) جاء الدور على سلطة ضبط القطاع السمعي البصري التي أفاد بيان لها تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه أن رئيسها ميلود شرفي قد قام باستدعاء مدير القناة لتبليغه تنبيها شفيا بخصوص التجاوزات المسجلة في محتوى المادة التي تم بثها على القناة من حلال حصة حكايتي حول موضوع الشذوذ الجنسي في الجزائر. وقال البيان أنه تم تسجيل بأسف كبير وعميق خدش الحياء للمجتمع الجزائري مضيفا أنه (بالنظر للموقف الحرج ذكر رئيس سلطة ضبط السمعي البصري مدير القناة بضرورة احترام أخلاقيات المهنة والآداب العامة وأخلاق مجتمعنا الكريم). وتوعد رئيس سلطة ضبط السمعي البصري أنه في حال عدم التدارك ومعالجة هذا الوضع وتصويب محتوى البرنامج فإن السلطات العمومية لن تتأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة. وما لا شك فيه أن ظاهرة الشذوذ الجنسي تعد أمرا واقعا بل إن أعداد المنتسبين إلى دائرتها يبدو في تزايد مستمر وسط غياب أي أرقام دقيقة أو دراسات جادة وعميقة وبدلا من أن يضع النقاش الدائر والمثار يده على الجرح يتم في كثيرا من الأحيان تمييعه باتجاهات فرعية بعيد عن صلب الإشكال الذي ينغّص حياة المجتمع الجزائري إلى جانب إشكالات أخلاقية أخرى عديدة. حقائق مثيرة و مخيفة عن عالم الشواذ الشذوذ الجنسي أو المثلية كما تعرف ظاهرة عرفت انتشارا رهيبا داخل المجتمع الجزائري ولم تعد تمارس في السر والخفاء مثلما كنا نسمع سابقا بل تخطت تلك المرحلة والحلقة الصغيرة وخرجت تدريجيا للعلن في أماكن عمومية وفضاءات بعد أن أرادت هذه الفئة فرض وجودها الفعلي في مجتمع محافظ وتم إصدار مجلة لهم في الجزائر تحاكي واقعهم محاولة منهم لترسيخ فكرة قبولهم من طرف المجتمع واختلفت التوجهات في هذا الموضوع بين من يرى أن الشذوذ من الموضوعات المغلقة التي لا يجب التحدث عنها في حين يراها آخرون إيديولوجية وقناعة وحرية في العيش لا بد أن يتقبلها المجتمع الجزائري. وقبل أسابيع تقربت (أخبار اليوم) من هذه الفئة ونقلت حقائق وأقوالا بتفاصيلها وهذا ما سنرصده في هذا التحقيق. كانت الانطلاقة للبحث عنهم في شوارع العاصمة صعبة للتواصل معهم رغم مشيهم أمامنا.. فرض علينا التحقيق ابتكار حيل قصد الدخول في عالمهم أولى الخطوات كانت بفتح حساب مفبرك في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وإرسال طلبات صداقة معهم وباشرنا الحديث مع أول متصل ودخلنا تدريجيا في عدة مواضيع ووجه لنا كلمات معتاد حتما على التعامل بها وسألني هل أنا سالب أم موجب أو مبادل وبعدها تبادلنا أرقام الهواتف وذكر لي أن اسمه حسام في الحقيقة غير اسمه على الفايسبوك.. في الغد تواصلت معه على أساس أنني أعجبت به وأريد أن أراه. أول موعد مع حسام بالمقهى الموعد كان على الساعة الخامسة مساء في إحدى مقاهي العاصمة بإصرار منا قبل اللقاء في هذا المقهى وكان يريد مقهى اعتاد عليه مخصّص لفئتهم في العاصمة وهي مطاعم تستقطب الآلاف من الشواذ والسحاقيات في الفترة المسائية لممارسة طقوسهم. حسام موظف 29 سنة اختار هذا العالم بنفسه وبإرادته قبل عشر سنوات من اليوم إذ كانت له صديقة دخل في علاقة غرامية معها لمدة ثلاثة أشهر لكن لم ير أي شعور ينتابه اتجاهها يمثل حبا أو صداقة فاختار الانفصال وتركها خاصة بعدما كشف أن ميولاته رجالية إذ يعجب بالرجال بمجرد نظرة وكلمة حلوة تهز قلبه الضعيف أول علاقة مع أحد تعرف عليه في الحافلة وبعد تبادل النظرات والهمز تبادلا أرقام الهواتف وظل على تواصل معه لغاية وقوعهما في علاقة لمدة خمس سنوات حتى ملّ كلاهما من الآخر وانفصلا للبحث عن علاقات أخرى. دخلنا في دردشة مع حسام وسألناه حسام ألا تخجل من مغازلة رجل: أجاب مسرعا وفرحا...لا أبدا أسعد كثيرا لأنه يبحث عني وأبحث عنه فردينا عليه أتدري أن المجتمع الجزائري يرفض هذه السلوكيات ولن تقبلها أمة مسلمة فأجاب: (لا أهتم أنا أعيش في عزلة دائمة وأصارع شهواتي ونفسي التي تتألم إذا أعيش حرا كما أحب ولا نطلب من المجتمع سوى أن يتركوننا نعيش بحرية وسلام لما القاتل يعود ويدمج في المجتمع ونحن لا هل حرقنا المساجد؟. بعدها سألناه: هل تتذكر الله عندما تكون في علاقة مع آخر؟ فأجاب: أتذكره فأنا أصلي وأصدق وأصوم لكن لا أحد يشعر بنا فالحب بيننا صعب جدا نسيانه فهو شبيه بأن يسلب ولد من أمه. لما لم تحاول معالجة نفسك؟... فأجاب: أبدا ومن قال أنا مريض أنا شخص طبيعي مثل أي أحد ولا أقبل من يلقبنا هكذا هي غريزة فينا وشعور المثليين وإذ تريد الحقيقة أغلب الجزائريين هكذا وحتى المتزوجين فمنهم ظاهر ومنهم مختبئ وراء أكاذيبه عدنا وسألناه وبعد ما تركت صديقك هل تبحث عن آخر.. فأجاب:...ولابد - أجاب باستهزاء- فالوحدة تقتلني وتقودني للانتحار.. فباب التوبة مفتوح اصفح عن ذنبك...لا تذكرني أنا واع ولا أحتاج نصائح. عبد الوهاب عنوان للشذوذ والسرية المطلقة التحقيق لم يتوقف هنا بل تواصلنا مع حالة أخرى من عالم الشذوذ وهي حالة عبد الوهاب شخص آخر تعرفنا عليه من خلال (الفايسبوك) خاصة منشوراته في صفحته التي تُوحي بالوحدة والميول لعالم الشواذ دفعنا ذلك للتقرب منه أكثر والدخول معه في الحديث في مواضيع مفصلة عن عالمهم وظهر من خلال كتابته أنه يعيش على طريقة الغرب المخالفة للمجتمع الجزائري وكما قالها إنه متفتح فتبادلنا أرقام الهواتف وضبطنا معه موعدا. عبد الوهاب شاب في 23 سنة اختار العزلة والمحافظة على شخصيته فقصته مع هذا العالم تعود إلى طفولته أين بدأ يمارس الجنس مع زميله في مرحلة الابتدائية وغيره من الشباب في سن البلوغ. التقينا به في مقهى أصر هو أن يكون على مستوى الجزائر العاصمة في رأيه حتى يكون قريبا من أمثاله والأمر الجيد أنه بعد تكرار عبارة أنه متفتح بحيث ترك لنا الفرصة للكشف عن هويتنا خاصة وأنه كان واضحا في حركاته وكلامه ومشيه وطريقة لبسه أنه (منهم) كما يقال في قاموس المجتمع الجزائري. كان دائما يضحك ويصر على طرح مانشاء من الأسئلة فباشرناها بطريقة عادية كالآتي... ماذا تعني لك المثلية؟ لا أحب هذه الكلمة نحن من عامة الناس وأغلبية الجزائريين مثليين؟؟...لما تقول هكذا هل لديك دليل..البرهان في تجربتي منذ الطفولة منهم من يأتي باسم فاعل الخير والآخر لينصحني وبعدها يبدأ يستدرجني للوقوع معه في علاقة جنسية أهذه هي النصيحة. كيف اخترت هذا الطريق المخالف لعادات مجتمعك؟..لم أختره بل هو من اختارني فذلك الشعور انتابني منذ طفولتي وميولي للجنس الذكري والعيش في خلوة مع الأصدقاء...أتدري أن المجتمع رافض لمثل هذه السلوكيات؟... هو مجتمع معقد يحبون علاقة البنت والشاب.. أتستطيع أن تجهر بعلاقتك أمام أهلك والمجتمع الجزائري ككل؟..أولا أنا طردت من البيت لسبب هذه العلاقات واليوم أعيش مع صديقي في شقة نتعاون على ثمن أجرتها وكل صعاب الحياة أما المجتمع لا أهتم به أنا حر في بلد الديمقراطية. أتعرف نص المادة 338 من قانون العقوبات تنص (كل من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي على شخص من نفس جنسه يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة مالية من 500 إلى 5000 دينار جزائري)... إذا كانت تحد من حريتنا فأنا لا أجهر بها وحتى لو تحتم الأمر سأسافر لأوروبا لأعيش بسلام فلم تعد لي أي صلة بالجزائر. العنف الأسري سببٌ في شذوذه واصلنا الأسئلة مع عبد الوهاب...ماهي الأسباب التي تدفع بالشاب للتوجه للشذوذ؟..ببساطة العنف الأسري والضغوطات والفراغ العاطفي فأنا مثلا منذ طفولتي وأنا هكذا لأن والدي كان مثل الجلاد لي ولأختي دائما يريد أن لا نقع في الأخطاء ولو في أبسطها كأنها ثكنة عسكرية ونظرات المجتمع لنا هي دافع لنزيد أكثر للوصول لهدفنا....أي هدف؟...هدف القبول بنا ونزع تلك النظرات الحاقدة على فئتنا ... ألسنا أبناء هذا الوطن أنحن مرتدون عن الإسلام....لم نكمل الحديث فدخلت مجموعة من الشباب وبعد إلقاء التحية كان شاب من بينهم يحدق فيه النظر وتقدم إليه وهو يرتدي لباسا ذو ألوان فاتحة ووجه ناعم وسلم عليه وصافحني فشعرت وكأنني صافحت بنتا قال لي هذا رسيم من المقربين لي..وبعدما عرف سبب جلوسي مع عبد الوهاب ثار غاضبا ومجهشا بالبكاء نحن نطالب باعتراف اجتماعي وإلغاء فكرة أننا مرضى نفسيا وفيزيولوجيا وخرج من المقهى...وفي الوقت ذاته توقف عبد الوهاب عن الحديث فنظراته كانت توحي أن رسيم هو صديقه الذي هو ساكن معه بنفس الشقة ومع كثرة النظرات لنا انصرفنا من المقهى احتراما لأنفسنا ولكي لا نكون محلا للشبهة هناك... محمد يفرّ من القذارة ويتوب إلى الله تعالى في لقاء آخر مع حالة من عالم الشذوذ تسرد وقائع مغايرة مع محمد 28 سنة يقول إن عالم الشذوذ صعب تركه والعودة للطريق المستقيم. التقينا بمحمد في الشراقة بالعاصمة وهو تاجر كان ينتمي لعالم اللواط في فترة شبابه إلى غاية 24 سنة بدأ يتراجع عن الحالة التي يعيش فيها ويحاور نفسه لما اخترت عالم الخبث والقذارة بعدها تعرف على شخص نظيف لا يريد منه أي شيء سوى إرجاعه إلى طريق العبادة والمشي في مسار الحياة مثل أي شخص طبيعي ومرت الأيام وأحس بحلاوة الحياة وقرر التسجيل في وكالة السياحة والأسفار من أجل الاعتمار واختار رمضان الماضي شهرا قضاه في البقاع المقدسة ليصحح صفحات من الماضي قادته فيها نفسه إلى طريق الضلال وهو اليوم يُوجه رسالة من منبر (أخبار اليوم) للشباب الذين مازالوا في عالم الشذوذ بترديده: (حاولوا الخروج من ذلك العالم المظلم فلا تضحكوا اليوم وفكروا يوم الحشر والحساب). الدّين يُحرّم.. القانون يُجرّم والمجتمع يُناهض رغم تعدد أقوالهم وأعذارهم من باب حريتهم الشخصية وأنهم أشخاص طبيعيون لا يعانون من أعراض نفسية وإنما قادتهم عاطفتهم وشهواتهم للجنس مع المثليين وأنستهم انتمائهم إلى بلد مسلم فكلها نقاط كان للأخصائية الاجتماعية السيدة (ص.ب) رأي فيها بحيث عبّرت بالقول (عالم المثليّين ليس أمرا جديدا فهو قديم منذ قوم لوط عليه السلام فالعلاقات الجنسية بين شخصين من جنس واحد تعتبر حرام في ديننا الحنيف لكن لوجود أشخاص تخطوا الخطوط الحمراء خاصة في السنوات الأخيرة أصبحوا يجهرون بالمعصية خلافا لما كانوا عليه في السابق إذ كنا لا نسمع عن حالة شذوذ إلا نادرا بالإضافة إلى الفراغ النفسي والعاطفي الذي يتركهم في عزلة وصراع مع الذات حيث أن سعادتهم تكتمل في الممارسة الجنسية وكل هذا راجع للمحيط الذي نشأ فيه الشاذ في مرحلة الطفولة وإهمال الأولياء لفلذات أكبادهم فانتقال ثقافة الغرب من انتشار للسحاقيات وشذوذ لن يقبلها مجتمع مسلم وتظل أعراف المجتمع ونظرات الناس تطاردهم أينما حلّوا بكوارثهم وعلى الأسر الجزائرية أن تفتح أعينها لرقابة أبنائها وعدم تركهم في الشارع الذي لا يرحم ويحمل لهم العديد من الآفات. خير الخطّائين التوابون ما استنتجناه أنه عالم غريب للغاية يحمل الكثير من الاستفهامات ويُبّرر تارة بالحرية وأخرى بالبحث عن العاطفة المفقودة لكن على هؤلاء أن يعلموا أن تلك العلاقات يهتز لها عرش الرحمن فكيف سيقابلون الله تعالى يوم الحساب فكلنا خطّاؤون وخير الخطائين التوابون وما عليهم إلا المسارعة إلى التوبة وطلب المغفرة على تلك الكبائر.