الحذر مطلوب في هذه الليلة تجنّبوا الحوادث الخطيرة الناجمة عن المفرقعات المفرقعات تحوّلت إلى عادة لصيقة بالمولد النبوي الشريف والبعض يرى أن بغيابها تغيب نكهة المولد النبوي الشريف فالرغبة في التعبير عن ما يكنه الإنسان في نفسه والاستمتاع بوقته قد يتخذ منحى مختلفا في بعض الأحيان وللجزائريين طريقتهم في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وذلك باقتناء المفرقعات وهذه الطريقة تعتبر خطيرة جدا ولها نتائج وخيمة فالمستشفيات تعلن حالة الطوارئ في مثل هذا اليوم ويرجع بعض الأخصائيين النفسانيين أن الجزائريين يحتفلون بهذه الطريقة العنيفة كتعبير منهم عن وضعهم المزري الذي يعيشونه ففي الغالب يتجه الفرد لأفعال عنيفة أثناء الاحتفال للتعبير عن الضغط النفسي الذي يعيشه لذا فهذا الأمر له تداعيات وأبعاد كثيرة تستلزم دراسة مكثفة لوضع حد لانتشارها. المفرقعات تستنزف أموالا طائلة إن غلاء المعيشة في الجزائر يدفع بالكثيرين للتخلي عن الكماليات والتوجه نحو الضروريات لكن البعض يرى أن المفرقعات هي عادة ملزمة ومهما علا ثمنها فهي واجبة الحضور بكل البيوت لكن البعض بدؤوا يدركون مفاسد المفرقعات على إكثر من صعيد فهي تبذير للمال والصحة معا في حال الحوادث وهو ما عبر عنه بعض المواطنين فقد أجمعوا بقولهم (لم نجد ما نسد به أفواه أطفالنا فما بالنا بالتفكير في المفرقعات) خاصة مع أسعارها الباهظة والتزم البعض باقتناء الشموع لإحياء المناسبة وتحضير عشاء في تلك الليلة وهذا ما أكده لنا الكثيرون فأوضاعهم المادية لا تسمح لهم لاسيما في ظل ارتفاع الأسعار. الحوادث والإصابات تهدد الجميع تعتبر المفرقعات خطرا حقيقيا محدقا بكل من يحبذون اللعب واللهو بالمفرقعات ففي كل سنة تعج أقسام الطوارئ بالمستشفيات بمئات المصابين الذين يتعرضون إلى إصابات متفاوتة الخطورة وذلك جراء اتباعهم تقليد اللعب بالمفرقعات في ليلة المولد النبوي الشريف. وقد تكون إصابة الناس خطيرة وتصل لحدود الإعاقة في بعض الأحيان وقد قص لنا بعض من تحدثنا معهم المآسي التي تخلفها الألعاب النارية بمختلف أنواعها منهم كمال الذي عبر لنا بالقول: (لقد تعرضت لحريق خطير بسبب المفرقعات في سنوات مضت وقد حدث ذلك أثناء محاولتي تفجير مفرقعة قوية والذي حدث هو أنها تفجرت في يدي وقد بقيت لفترة طويلة أعاني من ألم في يدي وحتى بعد شفائها بقيت عليها آثار الحروق وأصبحت يدي مشوهة). أما مروان فقد كان وضعه محزن فقد قال :(أنا فقدت عيني اليسرى بسبب المفرقعات فأثناء لعبي مع أبناء الحي عشية المولد النبوي انفجرت في وجهي مفرقعة وأصابت عيني وقد نقلت على إثرها للمستشفى وبقيت فترة من الزمن للعلاج وليومنا هذا لازلت لا أرى جيدا وبت أخشى أن أفقد النظر كليا). إن الأمثلة عن الحوادث المؤلمة الناتجة عن تهور الناس في مثل هذا اليوم متعددة وكثيرة فلكل واحد منا ذكرى عن حادثة مشابهة لذا فعلى الناس الوعي والإدراك بأن ما يقومون به قد يكون خطرا عليهم.