تشهد أوساط الشباب الجزائري مؤخراً ظاهرة جديدة من نوعها تتمثل في انتشار أجهزة »دي في دي« في السيارات بشكل لافت للانتباه، فيمكن لنا مثلا خلال ازدحام السير ملاحظة شاشاته عبر الكثير من السيارات، بعدما صار في متناول العديد من الزبائن، فبعد أن كان يقتصر تركيب أجهزة »دي في دي« على السيارات الفخمة فقط، نظرا لتكاليفها الباهظة وعدم الاهتمام بها كثيرا، صارت هذه الأجهزة ضرورة ملحة لدى العديد من الجزائريين وخاصة الشباب، حيث بات زبائن وكلاء السيارات في الجزائر يعطون أهمية كبيرة لوجود هذا الجهاز في السيارة كميزة إضافية فيقدمون على شرائه ولا يهم في ذلك دفع مبلغ إضافي، كما انتشرت مؤخرا وبفضل التطور الهائل الحاصل في التكنولوجيا أجهزة »دي في دي« التي يسهل تركيبها في السيارة يتراوح بين 15 إلى 40 ألف دينار مادفع بالكثير من المواطنين إلى إضافة هذه الميزة في سياراتهم غير آبهين بالأخطار التي تنجم عن استعمالها، فقد تتسبب في حوادث مريعة في حال الانشغال بها أثناء القيادة وهو ما يضع السائق ومستعملي الطرق في خطر كبير. وقد تضمن قانون المرور المعدل قضية تشغيل الأجهزة السمعية البصرية في المقدمة أثناء القيادة واعتبرها مخالفة يعاقب عليها بغرامة تتراوح من 4 آلاف إلى 6 آلاف دينار. وفي حديثنا إلى أحد بائعي أكسيسوارات وكماليات السيارات بمدينة برج الكيفان أكد لنا هذا البائع أن الإقبال على شراء أجهزة »دي في دي« بدأ منذ حوالي السنتين وهو في تزايد مستمر وسريع، خاصة من طرف الشباب، وقال إن معظم هؤلاء يتجهون إلى اقتنائه من السوق السوداء، حيث الثمن منخفض قليلا والذي يتراوح بين 10 آلاف و30 ألف دينار، وبرر هذا البائع لجوء الشباب إلى تركيبه في سياراتهم إلى الازدحام الذي صارت تعرفه طرقنا وشوارعنا خلال الآونة الآخيرة لاسيما أوقات الدخول أو الخروج من العمل، وكذلك قال إن الطلب عليه يكون كبيراً بالنسبة لأولئك الذين يقطعون المسافات الطويلة والذي يقتضي عملهم السفر والتنقل البعيد أو في الليل خاصة، حيث يعتبر أفضل وسيلة للترويح على النفس، والقضاء على القلق والملل اللذين يراودان السائق ومرافقيه أثناء الازدحام واكتظاظ الطرق بعد أن صار الانتقال من مدينة بومرداس إلى الجزائر العاصمة يتطلب حوالي ساعة إلى ساعة ونصف إضافية ما يجعل الكثير من مستعملي الطرق يبحثون عن وسائل للتخلص من الملل كالجرائد والمذياع، ولكن الكثير منهم صار يفضل أجهزة »دي في دي« في السيارة.