أظهر مسح أجرته وكالة الأنباء "رويترز"ونشرت نتائجه أمس الثلاثاء أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول"أوبك" من النفط الخام هبط في في ديسمبر 2015 مع إنخفاض الإمدادات من العراق عقب إرتفاعها لمستوى قياسي في نوفمبر2015... ولا تزال منظمة "أوبك" تضخ كميات قريبة من مستويات قياسية مرتفعة مع تركيزالسعودية وغيرها من كبار المنتجين على الحصة السوقية وهو ما يقوض أي تعاف في أسعار الخام التي إقتربت من أدنى مستوى لها في 11 عاما. وإنخفض إنتاج "أوبك" في ديسمبر 2015 إلى 31.62 مليون برميل يوميا من 31.79مليون برميل يوميا بعد التعديل في نوفمبر 2015 بحسب المسح. وتراجعت أسعار النفط إلى أقل من النصف في 18 شهرا مسجلة أدنى مستوياتها في 11 عاما عقب قرار "أوبك" في 4 ديسمبر2015 بالإبقاء على سياستها المستمرة منذ عام وعدم فرض قيود على الإنتاج. وقال محللون إن الأزمة الحالية بين السعودية وإيران -المتوقع أن تضخ مزيدا من النفط فور رفع العقوبات عنها- تحد من فرص التعاون بشأن الإمدادات. وقال كارستن فريتش المحلل لدى مصرف "كومرتس بنك "ليس هناك بالطبع أي فرصة لقيام السعودية بخفض إمداداتها النفطية لإفساح مجال للخام الإيراني" مضيفا أن التوترات لا تزال تبررعلاوة مخاطر على الأسعار نظرا لإحتمال تصاعدها. وتابع "بعبارة أخرى قد تزيد تخمة المعروض الحالية في الأمد القصير". ورفعت "أوبك" إنتاجها بنحو 1.40 مليون برميل يوميا منذ نوفمبر 2014 حينما رفضت خفض الإمدادات لدعم الأسعار. ولا يزال الإنتاج قريبا من مستواه في يوليو 2015 الذي بلغ 31.88 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى له منذ إطلاق مسوح "رويترز"في عام 1997. وساهم العراق بأكبر إنخفاض شهري في الإنتاج بعدما سجل أسرع وتيرة نموفي الإمدادات بين المنتجين العام 2015 . وهبطت الصادرات من المرافئ الجنوبية وهي مركز التصدير الرئيسي للنفط العراقي عن مستواها القياسي المرتفع الذي بلغته في نوفمبر 2015 بدعم من تأخر شحنات من أكتوبر2015 لكن من المرجح أن تصل الصادرات إلى مستويات جديدة في الأشهر القادمة بحسب مصادر بالقطاع. وأظهر المسح أن الشحنات التي صدرتها حكومة إقليم "كردستان العراق" شبه المستقل من شمال البلاد عبر ميناء "جيهان" التركي تراجعت بينما لم تصدر شركة تسويق النفط العراقية "سومو" أي كميات للشهر الثالث على التوالي. وقالت مصادر في المسح إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم أبقت على إنتاجها دون تغيير أو خفضته قليلا نظرا لتراجع الطلب من الخارج وإستقرارالإستهلاك المحلي بشكل كبير. وكان إنتاج المملكة سجل مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 10.56 مليون برميل يوميا في جوان2015. وهبط إنتاج نيجيريا 50 ألف برميل يوميا نظرا لتعطل صادراتها من خامي "براس ريفر" و"بوني" بحسب مصادر في المسح. وأشار المسح إلى إرتفاع طفيف في الإمدادات من الكويت وقطر وزيادة في إنتاج إيران التي تتطلع لإستعادة مركزها كثاني أكبر منتج في "أوبك" فور رفع العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وسيتم إدراج إنتاج إندونيسيا في مسح يناير 2016 بعدما إستعادت عضويتها في "أوبك" في 4 ديسمبر 2015 .