قال وزير النفط السعودي، علي النعيمي، إن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لن تقدم على خفض الإنتاج حتى لو انخفضت الأسعار إلى 20 دولارا. وتأتي التصريحات للتأكيد على تغييرات أدخلت على سياسات اوبك تنأى بالمنظمة عن التدخل لإنعاش أسعار النفط حال انخفاضها. وفي نوفمبر، قالت أوبك إنها ستبقي على حجم الانتاج المستهدف عند 30 مليون برميل يوميا. يذكر أن خام برنت سجل تراجعا يقدر بنحو 46 في المئة منذ أن وصل سعر البرميل إلى أعلى معدلاته التي بلغت 116 دولارا في جوان الماضي. وأرجع خبراء التراجع إلى تباطؤ الطلب العالمي وزيادة الإنتاج من جانب الولاياتالمتحدة. وصرح النعيمي لنشرة المسح الاقتصادي للشرق الأوسط "ميس" أنه "ليس من مصلحة منتجي أوبك خفض إنتاجهم، مهما وصل سعر النفط". وقال "سواء هبطت الأسعار إلى 20 دولارا أو 40 أو 50 أو 60 دولارا فإنه (خفض الإنتاج) غير مناسب". وأضاف أن العالم قد لا يشهد وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار مرة أخرى. وبالرغم من أن محللين يرون أن بدائل الوقود مثل الصخر الزيتي والقطران، أسهمت في زيادة إمدادات الوقود، إلا انهم يرجحون وجود أسباب لانخفاض الأسعار أبعد من تباطؤ الطلب العالمي. وقال داني جابي من إحدى الشركات الكبرى للاستشارات المالية لبي بي سي، إن الانخفاض في أسعار النفط يعود في الأغلب إلى "صدمة الطلب وإلى التباطؤ الذي تشهده الصين لكن عنصر العرض أكثر من مجرد رد فعل". وتوقع اقتصاديون بصندوق النقد الدولي أن يسهم انخفاض سعر النفط في دعم الاقتصاد العالمي بما يزيد عن 0.7 في المئة خلال عام 2015. ومعروف أن الجزائر تراهن على تخفيض انتاج الأوبك من أجل انتعاش أسعار البترول من جديد، كما تعتبر الجزائر من أكثر الدول تضررا من هذه الأزمة النفطية الحالية. ومع إعلان عدد من مندوبي أوبيك عن أن سوق النفط لن تبقي على وضعها الغامض، حيث يمكن أن تعرف الأسعار انتعاشا مع نهاية العام القادم، وتطمينات السعودية على أن الأمر مرحلي، فإن أمرا ما يكون قد تم بعيدا عن الرأي العام، يتعلق بضغوطات تسعى السعودية إلى ممارستها على عدد من الدول المعادية لسياستها في الشرق الأوسط، سواء في اليمن أو سوريا والعراق، والأمر يتعلق أساسا بروسيا وايران، خصوصا وأن السعودية من أكبر مصدري ومنتجي النفط في العالم. كما أن مستويات الطلب على النفط لا تزال مرتفعة وهي البلد الوحيد الذي يستثمر سياسيا في أزمات النفط لصالح سياستها وسياسة دول حليفة له، في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية.