قال مندوبون لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن هذه الأخيرة لا تعتزم التخلي عن حصتها في السوق بالرغم من المخاوف التي تراود الدول الأعضاء بالمنظمة. ويشعر العديد من الدول بالقلق من الهبوط الأخير في أسعار النفط والذي لم يكن متوقعا إلا أن القائمين على الأوبك لا يرون فرصة تذكر لتخلي المنظمة عن سياستها في حماية حصتها في السوق. ويقترب سعر خام برنت من 46 دولارا للبرميل بالقرب من أدنى مستوى له منذ بداية 2015 بعد أن هبط بنسبة 18 في المائة خلال يوليو تحت ضغط تخمة المعروض ومخاوف بشأن متانة اقتصاد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. ورغم ذلك يرى المندوبون أن الصين ما زالت تشتري وتخزن الخام ويتوقعون أن يؤدى النمو القوي للطلب إلى رفع الأسعار مجددا إلى 60 دولارا للبرميل العام المقبل. وتراجعت الأسعار إلى أقل من النصف منذ يونيو العام الماضي وتتمتع الدول الخليجية الأعضاء في أوبك الثرية نسبيا بقدرة أكبر على التكيف مع انخفاض أسعار النفط مقارنة بالدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة وإيران وفنزويلا. وقادت السعودية الأعضاء الخليجيون نحو تغيير استراتيجية أوبك العام الماضي للسماح بهبوط الأسعار وحماية حصتهم في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين. ويبدي جميع اعضاء المنظمة قلقهم جراء هبوط الاسعار ورغم ذلك فهم لا يتوقعون تغير سياسة أوبك على أمل أن تبدأ السوق في التعافي بحلول الربع الأخير من 2015. وتتوقع أوبك حاليا تسارع نمو الطالب العالمي على النفط العام المقبل إلى 1.34 مليون برميل يوميا مقابل 1.28 مليون برميل يوميا العام الحالي وزيادة الطلب على خام المنظمة في الوقت الذي يتباطأ فيه نمو إمدادات المعروض خارج أوبك. وعلى الرغم من استمرار قوة الطلب الصيني على الخام حتى الآن حيث تستغل السلطات انخفاض أسعار النفط لتكوين احتياطات استراتيجية ويواصل المستهلكون الإنفاق رغم تباطؤ الاقتصاد توجد مؤشرات على تراجع الطلب حيث من المحتمل أن يؤدي خفض قيمة اليوان إلى تراجع واردات الوقود. وزاد من حالة الضبابية بشأن متانة الاقتصاد الصيني المخاوف من زيادة الإنتاج العالمي للنفط في سوق تشير توقعات أوبك نفسها إلى أنها تعاني من تخمة في المعروض تتجاوز المليوني برميل يوميا. وتضخ السعودية والعراق - أكبر منتجين للنفط في أوبك - كميات قياسية من النفط هذا العام في الوقت الذي أبقت فيه دول أخرى مثل روسيا على مستويات الإنتاج مرتفعة. يذكر أنه من المرتقب أن يجتمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الرابع من ديسمبر المقبل.