كشف عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري، نصر الحريري، عن أن أكثر من 500 ألف شخص يتعرضون للحصار في مختلف المناطق السورية منها حمص وريف دمشق ، مضيفا أن أربعون ألف مدني يقتلون ببطء داخل بلدة مضايا المنكوبة. وقال الحريري، في حلقة من برنامج "ما وراء الخبر" على فضائية "الجزيرة"، أمس الأربعاء، إن نظام بشار الأسد في سوريا يمارس "سياسة ممنهجة" بأساليب مختلفة، منها حصار الناس وتجويعهم من أجل إرغامهم على الرضوخ له، وإن هدف النظام هو إحداث تغيير ديمغرافي يسمح بسيطرة طائفة معنية على تلك المناطق، ونقل المتحدث عن مواطنين داخل مضايا قولهم إنهم يتعرضون للمساومة مقابل لقمة الخبر ليتنازلوا عن العقارات التي يملكونها. وأشار الحريري إلى تسجيل ثلاث حالات وفاة بسبب سوء التغذية ونقص المناعة في مضايا، إضافة إلى سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا بسبب الألغام التي يزرعها النظام وحليفه ميليشيات حزب الله اللبناني الشيعي حول البلدة، كما أن الناس معرضون للقنص المباشر في حال حاولوا الخروج من البلدة. وانتقد الحريري صمت المجتمع الدولي والأممالمتحدة وأصدقاء الشعب السوري إزاء ما يجري في مضايا وغيرها من المناطق السورية المحاصرة، وقال إن أغلب الدول "كاذبة"، وهي ليست صديقة للشعب السوري. كما أكد أن النظام وحلفاءه لا يلتزمون بقرارات مجلس الأمن السابقة التي دعت إلى دخول المساعدات للمناطق المحاصرة وعدم استهداف المدنيين السوريين. يذكر أن قوات النظام وفصائل الثوار توصلت إلى اتفاق في 24 سبتمبر الماضي بإشراف الأممالمتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفا لإطلاق النار في الفوعة وكفريا والزبداني، ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى هذه المناطق. ونصت المرحلة الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا إلى مناطق تحت سيطرة النظام مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها إلى إدلب معقل فصائل الثوار، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة أشهر.