غضب شعبي ومشاكل عمالية بالجملة *** في وقت يتعرض فيه الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد لهجمة شرسة من قبل فعاليات جمعوية وسياسية على خلفية شتيمة نكراء وجهها لمعارضي القرض الإستهلاكي جاءته أخبار غير سارة من مبنى أول ماي أين يشن عمال مفصولون من شركة إيتوزا إضرابا عن الطعام منذ أسبوع مطالبين سيدي السعيد بتجسيد وعوده السابقة بإدماجهم ! إسماعيل ضيف ويشن 22 عاملا بمؤسسة النقل الحضري وشبة الحضري للجزائر العاصمة إيتوزا إضرابا مفتوحا عن الطعام بمقر المركزية النقابية منذ حوالي أسبوع تنديدا بعدم إستجابة إدارة المؤسسة لأوامر السلطات بإرجاعهم إلى مناصب عملهم التي طردوا منها تعسفيا منذ 8 أشهر حسب أقوالهم. وأكد ممثل العمّال المضربين عن الطعام والرئيس الأسبق للجنة المشاركة في إيتوزا جمال أيت مجان ل أخبار اليوم أن قرار العمّال الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام جاء على خلفية عدم استجابة وزارة النقل للمطالب المرفوعة من طرفهم مضيفا في السياق ذاته أن مطالبهم تتمثل في إعادة إدماجهم في مناصبهم التي كانوا يشغلونها قبل تسريحهم وتمكينهم من رواتب الثمانية أشهر السابقة التي حرموا منها كون العدالة قضت ببطلان قرار تسريحهم بالإضافة إلى فتح تحقيق قضائي حول تسيير أموال الشؤون الاجتماعية للمؤسسة ذاتها مشيرا إلى أن من بين المعتصمين نقابيون وعضو بمجلس الإدارة وعمّال مسرحون. وهدّد المعتصمون بمقر المركزية النقابية للاتحاد العام للعمال الجزائريين بمواصلة الإضراب عن الطعام إلى غاية تلبية الوصاية مطالبهم محملين مسؤولية ما قد تؤول إليه أوضاعهم الصحية إلى مسؤولي الشركة مؤكدين أنهم ينتظرون عودة عبد المجيد سيدي السعيد من باريس ليطلعوه بأن توصياته للإدارة الجديدة للشركة بالإسراع في إدماج العمال المفصولين ذهبت أدراج الرياح. وقال ممثّلون عن العمّال إن الإدارة الجديدة تنتهج نفس سياسة المدير الأسبق للشركة كريم ياسين بإغلاقها كافّة قنوات الحوار مع العمّال المفصولين وهم الذين يريدون فقط الالتحاق بمناصب عملهم التي أوقفوا منها (دون وجه حقّ) منذ 8 أشهر وأغلبيتهم أرباب عائلات لا معيل لهم. وفشلت كلّ محاولات الوساطة التي قامت بها المركزية النقابية في وقت سابق لإقناع المسؤولين بإعادة المستخدمين المفصولين إلى مناصبهم التي تُعدّ مصادر رزقهم الوحيدة في وقت يظلّ فيه الفرع النقابي لمؤسّسة (إيتوزا) مجمّدا بقرار من الأمين العام لاتحاد العمّال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد . وكان العمّال المفصولون قد وجّهوا منذ نحو شهرين تقريرا أسود إلى الوزير بوجمعة طلعي طالبوا فيه بضرورة إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على الحالة الكارثية التي وصلت إليها (إيتوزا) ومعاقبة المسؤولين المتسبّبين في ذلك لتعرف بعدها شركة النقل الحضري وشبه الحضري للجزائر العاصمة خلافات ومشاكل بين نقابيي الشركة والإدارة ممّا أدّى إلى إقالة المدير العام كريم ياسين بسبب نشوب خلافات ونزاعات بين النقابيين ما أغرق الشركة العمومية في دوامة من الفوضى والفضائح. وتأتي هذه المشكلة العمالية في وقت يتعرض فيه الأمين العام للمركزية النقابية إلى ما يشبه ثورة شعبية على خلفية شتيمة نكراء وجهها مؤخرا إلى معارضي مشروع القرض الاستهلاكي الذي وقعه مع ثلاثة وزراء من الحكومة. ولم يتمكن عبد المجيد سيدي السعيد من احتواء الوضع رغم تقديمه اعتذارا رسميا للشعب الجزائري ذكر فيه بأصوله وأنه ينتمي إلى أسرة محافظة ويحترم الدين الإسلامي والشعب حيث لم تثن هذه الخرجة من عزم ناشطين حقوقيون و جمعويين ونواب برلمانيين على مقاضاته بتهمة سب الدين وازدراء الأديان !