تمكنت الفرق المتخصصة في الحفريات وعلم الآثار للمركز الوطني للبحوث الأثرية للجزائر العاصمة من إعادة تشكيل وبناء القصر الملكي للمشور بتلمسان وإعداده كتحفة معمارية تاريخية ليقدم كشاهد حي عن الحضارة الزيانية خلال تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011". وقد استوحى هؤلاء الخبراء علمية إعادة بناء هياكل ومرافق القصر وتزيينه من التصاميم والأطلال وبعض الزخرفة التي بقيت بادية على جدران المبني وصامدة تتحدى الإنسان والزمن كما لاحظ محافظ التراث الثقافي والأثري ومدير المتحف بتلمسان الذي أوضح أن "مختلف الأعمدة والأقواس والأشكال المعتمدة في التصاميم قد سمحت للمشرفين على البناء بتصور نمط الهيكل وهندسته المعمارية ثم محاكاته على أرض الواقع باستعمال أدوات ومواد بناء تقليدية للغاية". كما استعملت في تزيين هذا الصرح التاريخي الزخرفة التي كانت شائعة في عصر الزيانيين مثل النقش على الجص لتوشيح الجدران والأقواس المتعانقة واحاطتها بالزليج المزركش و"القراطي" (زخرفة هندسية متعددة الألوان) بمختلف أشكاله الدقيقة والبراقة مع جعل حوض مائي مبني بالمرمر (نوع من الرخام) الخالص محور لهذا القصر. وتأتي علمية إعادة البناء بعد عدة بحوث في الحفريات والتنقيب التي أجرتها بعين المكان فرق متخصصة سمحت بكشف النقاب عن العديد من الآثار التي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة (مرابطية وموحدية وزيانية وعثمانية) مثل آثار القصور الأربعة للمشور وهي "دار الملك" و"دار أبي فهر" و"دار السرور" و"دار الراحة".