بدأ القصر الملكي للمشور بمدينة تلمسان يكشف عن أسراره التي ظلت منذ زمن مدفونة بفعل عاملي الطبيعة والانسان. وقد سمحت الحفريات الأثرية التي شرع فيها منذ بضعة أسابيع على مستوى الموقع التاريخي من قبل فرق المركز الوطني للبحوث الأثرية بالجزائر العاصمة بإعادة اكتشاف براعة ومهارة الزيانيين في مجال البناء، حيث كشفت عن العديد من الآثار التي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة (المرابطون والموحدون والزيانيون والعثمانيون)، وقد برزت آثار أحد القصور الأربعة للمشور والتي هي ''دار الملك'' و''دار أبي فهر'' و''دار السرور'' وكذا ''دار الراحة'' وهذا بعد اكتشاف هياكل بأكملها مدفونة تحت أطنان من الأتربة. ولم تستطع البحوث المنجزة إلى يومنا هذا تحديد القصر المكتشف، كما أن هياكل القرون الوسطى برهنت عن ثراء الزخرفة ومهارة الجزائريين في عهد الزيانيين، وأكدت قطع الفخار والأعمدة والزليج والجص بوضوح عبقرية بنائي تلك الفترة، كما تعكس أيضا هياكل القصر التي تحيط حوضا كبيرا فضلا عن توزيعها الفضائي الذوق المعماري الرفيع والمتطور عند مصممي هذا الصرح. من جهة أخرى فإن هذه الحفريات سمحت بالاطلاع على الخسائر التي خلفتها القوات الاستعمارية من خلال تدمير الهياكل وكذا انجاز بناءات أخرى بجانبها أو فوقها، وذلك بهدف محو جزء من تاريخ تلمسان والوطن، وقد أتلفت كتل بأكملها بهذا الموقع المتواجد بوسط مدينة تلمسان سواء على مستوى الطبقات العليا أو المنشآت القاعدية.