الأعباء الأسرية ألغت طموحاتهن فتيات يفضّلن الزواج ويتخلين عن الدراسة بين حق التعلم وتكوين مستوى لائق تحقق به الفتاة طموحاتها وبين الاستقرار في بيت الزوجية والالتفات للأعباء الأسرية نجد الكثير من الفتيات حائرات بين هذين الواجبين لذلك الكثيرات تركن مقاعد الدراسة أمام واجب الأمومة وأخريات وفقن بينهما. قد يكون التوفيق بين أمرين صعبا للغاية على البعض فضروريات الحياة تفرض على البعض اختيارات قد تكون صعبة جدا فبعض الفتيات يجدن أنفسهن في حيرة شديدة بين الزواج وإتمام الدراسة فهذا يعتبر قرارا صعبا في زمن أصبحت تعادل فيه الشهادة حبل النجاة من تقلبات الحياة وقد ارتأينا نقل شهادات مختلفة لفتيات مررن بهذه المحطة. في البداية جمعنا لقاء مع صفية وهي فتاة في العشرينيات من العمر أخبرتنا عن تجربتها في هذا الموضوع حيث قالت: (كانت لي أحلام وطموحات كبيرة في الثانوية فقد كنت أطمح في استكمال الدراسات العليا وخصوصا وأني كنت جد متفوقة في دراستي فقد كانت فرحتي بنتيجتي في البكالوريا لا تضاهيها فرحة ولكن بعد دخولي للجامعة حصل ما لم يكن في الحسبان فقد تمت خطبتي على شخص عزيز على قلبي والواقع أن زوجي شخص طيب وعطوف ولكنه وضعني في موقف حرج للغاية فقد خيرني بين إتمام الدراسة أو الزواج وقد كان هذا الأمر صعبا للغاية فقد كانت الدراسة تعني لي الكثير وتخصصي في الجامعة كان صعبا ومشواره طويلا وبعد إصرار منه اخترته هو وفضلته على حلم حياتي والحقيقة أنني ندمت قليلا على قراري هذا خصوصا بعد مكوثي بالبيت ولكن السنين التي ذهبت لا تعود وأنا الآن أعطي كل جهدي ووقتي لأطفالي). أما صارة فقصتها تختلف عن قصة صفية فقد قالت: (كنت في السنة الثانية من الجامعة تقدم شاب خلوق لخطبتي ولكنه اشترط عليّ أن أوقف الدراسة لأنه كان يرى أن هذا أمرا غير ضروري بالنسبة لي وكان دائما يفتعل لي المشاكل لكي أتخلى عن دراستي لدرجة أني في كثير من الأحيان اعقتربت من فسخ خطوبتي ولكني بعد تحصلي على شهادة الليسانس توقفت عن الدراسة رغم تفوقي وقبولي في الماستر إلا أن زوجي رفض أن أكمل دراستي وكان يرفض أيضا عملي خارج المنزل ترددت في البداية لكني رضخت لأمره خصوصا وأن مقر سكناي يقع بعيدا نوعا ما وأيضا لأن مدخول زوجي كان جيدا أنا الآن ماكثة بالبيت أحس في بعض الأحيان بفراغ رهيب ولكني بدأت أتعود على الأمر فليس بيدي حيلة). أما فريال فقصتها مختلفة فقد استطاعت أن توفق بين الأمرين بمساعدة زوجها حيث قالت: (أنا أدرس في السنة الرابعة تخصص صيدلة وقد تزوجت منذ فترة قصيرة والواقع أن زوجي يدعمني كثيرا في دراستي خصوصا وأنه يعمل في نفس الميدان فهو الآخر صيدلي لذا فأنا أستطيع الجمع بين المسؤوليتين بفضل زوجي وأيضا بفضل أهله أيضا فبحكم أننا نعيش معهم في بيت واحد فحماتي هي الأخرى تشجعني وتخفف عني أعباء المسؤولية الزوجية (قد تكون فريال أوفر حظا على مثيلاتها من الفتيات ففي الفترة الأخيرة بتنا نشاهد أن الكثير من الفتيات يتخلين عن دراستهن في سبيل الاستقرار فتحمل المسؤوليتين أمر صعب جدا على الكثيرات.