كثيرات هن الفتيات اللواتي يمكثن في البيت بمجرد زواجهن للتفرغ لشؤون عائلاتهن، لكن مع تطور الحياة وانفتاحها، أضحت العديد منهن وخاصة المتحصلات على شهادة البكالوريا، تفضلن مواصلة مشوارهن الجامعي حتى بعد الزواج، رغم الصعوبات التي تواجههن ، في حين اختارت أخريات الزواج على حساب إتمام الدراسة. لتسليط الضوء على الموضوع، اقتربت » صوت الأحرار « من بعض الفتيات اللواتي فضلن الزواج في سن مبكرومكثن في البيت مباشرة، وأخريات واجهن صعوبات في التوفيق في حياتهن كزوجات وطالبات في نفس الوقت. في ذات السياق، قالت لنا كامليا التي تزوجت وعمرها لا يتعدى 19 سنة ولم تكن قد أكملت تعليمها الجامعي، أنا حاليا أم لطفلة وعمري 20 سنة، وبحكم زواجي ورعاية طفلتي وشؤون المنزل لم أستطع التوفيق بين المهمتين، حيث قررت أن أترك مقاعد الجامعة، مشيرة إلى أن أكبر خطأ في حياتها أنها تزوجت قبل أن تنهي دراستها، كما نصحت كل فتاة بعدم الزواج قبل الحصول على الشهادة الجامعية. واعتبرت الطالبة الجامعية وداد والتي تزوجت وعمرها لا يتعدى 22 سنة أن حياتها بعد الزواج تسير بشكل طبيعي ومع ذلك الأمومة في المرحلة الأولى تكون صعبة ومن تم تصبح عادية، مؤكدة أن الحل يكمن في تنظيم الوقت وما على المرأة الا تنظيم وقتها بين حضور المحاضرات والأعمال التطبيقية والتي تعتبر مهمة وشؤون البيت والأولاد، مشيرة إلى أن أحسن شيء تفعله الفتاة في حياتها هو عدم التفريط في دراستها وبعد ذلك تفكر في الزواج، لأن الشهادة تعتبر سلاحا بيدها فلا أحد منا يعلم ما في الغيب فمستقبل كل واحد منا مجهول ، كما قد لا تتكلل تلك العلاقة الزوجية بالنجاح فيحدث الانفصال ففي هذه الحالة لن تجد المرأة سوى شهادتها والتيتمكنها من إعادة بناء حياتها من جديد حياتها فالوالدين لا يدومان مدى الحياة-تقول- في حين فضلت أمينة الجمع بين الدراسة والزواج معا، معترفة أنها من النساء اللواتي وجدنا صعوبات كثيرة في التوفيق بين الدراسة والزواج، لذا تنصح الفتيات بإتمام الدراسة ثم الزواج، لأن أن الزواج مسؤولية ويحتاج أن تتفرغ له الزوجة إذا كانت تدرس وفي نفس الوقت متزوجة، فإما أن تهمل دراستها أو بيتها وهو ما يحدث لدى الكثيرات. من جهتها، قالت لنا سامية أنا ابنتها الأولى قد تزوجت وهي لازالت طالبة في السنة الثالثة بكلية علوم الإعلام والاتصال، وكانت ضد فكرة الزواج قبل إتمام دراسة ابنتها الجامعية، لكنها في نهاية المطاف استسلمت للفكرة، حيث أضافت بقولها » لقد وقفت إلى جانب ابنتي وقدمت لها كل الدعم، ولكنها رغم ذلك ندمت على زواجها المبكر قبل انهاء دراستها، خاصة بعد تلقيها مشاكل مع أفراد عائلة زوجها الذين كانوا ضد فكرة إكمال الدراسة عكس زوجها« مؤكدة أن ابنتها الصغرى قد تقدم لخطبتها مؤخرا شاب، ورفضت تزويجها، حتى تنقضي مدة دراستها، لتصبح أكثر نضجا على تحمل ضغوطات الحياة. الزواج أداة استقرار وليس على حساب الدراسة أكدت الأستاذة في علم الاجتماع، ثريا تيجاني، أن الزواج أداة استقرار ولكن ليس على حساب الدراسة، خاصة وان الكثيرمن الفتيات اللواتي يفشلن في زواجهن يجدن أمامهن دراستهن باعتبارها السلاح الوحيد لإيجاد منصب عمل. وأشارت في ذات السياق، أنها تشجع كل طالبة متزوجة وتزاول دراستها كما أنها تأسفت بالنسبة للنساء اللواتي يتحصلن على شهادة الباكالوريا ولا يتممن دراستهن، مضيفة أن معظم النساء وفقن في دراستهن الجامعية، كما نصحت كل طالبة وهي متزوجة بأن تكمل دراستها، وما عليها سوى أن تتحمل مسؤوليتها بتوفيقها بين الدراسة ومسؤوليتها كزوجة وطالبة في آن واحد.