بخطى سريعة يفرّ آلاف السوريين من بيوتهم أو ما تبقّى منها في ريف حلب الشمالي مثقلين بما استطاعوا أن يحملوه على عجل هربا من الموت المحقّق. أجبرت الغارات الرّوسية المكثّفة وهجوم قوّات النّظام السوري والمليشيات الذي بدأ قبل أيّام باتجاه بلدتي نُبل والزهراء المواليتين للنّظام السوري آلاف السوريين على الهروب الجماعي باتجاه الحدود التركية المغلقة. ويتعرّض أكثر من مليون سوري لتهديد هذه الغارات المكثفة ويطاردهم شبح الجوع في محافظات الشمال. النازحون -الذين أجبرهم تقدّم قوات النّظام بإسناد روسي كثيف على ترك بلداتهم- يتمسّكون بخيط الحياة الرفيع ويواصلون رحلتهم الشاقّة المضنية نحو الحدود التركية. وتتواصل الرّحلة التي يزيدها البرد والجوع صعوبة ورغم الظروف غير الإنسانية يقتات النازحون الصبر أملا في العثور على خيمة تأويهم. وبسبب هجمات قوّات النّظام المدعومة من الطيران الحربي الرّوسي بات مليون سوري في محافظات الشمال معرّضين للموت والجوع.