عيد الغرام والتقشف لا يلتقيان ! جزائريون يمتنعون عن الاحتفال ب السان فالنتان * الشيخ أمين ناصري: لا يجوز شرعا الاحتفال بعيد الحب شرع الله عزوجل للمسلمين في كامل بقاع الأرض الاحتفال بعيدين عيد الأضحى المبارك وعيد الفطر لما فيهما من اجتماع للشمل وصلة الأرحام ولكن ومع تطور الزمن ابتدع الناس أعيادا أخرى يحتفلون بها على مدار السنة والعجيب في الأمر أنها أعياد تخص خاصة شعوبا أخرى إلا أن الجزائريين يشاركونهم الاحتفال بها رغم أنها محرمة شرعا كعيد الحب الذي يصادف 14 من شهر فيفري من كل سنة ولكن الكثير من الناس قاطعوا الاحتفال به بسبب سياسة التقشف وارتفاع الأسعار من جهة ونمو الوعي الديني لديهم من جهة أخرى. عتيقة مغوفل ارتبط اسم (سان فالنتان) بالحب في كل بقاع العالم بالرغم من كون هذا الإسم في حقيقة الأمر مرتبط بدين معين ولعيد فالونتان روايات كثيرة تصب كلها في نتيجة واحدة هي أن المناسبة يمكن اعتبارها عيدا وثنيا وليس عيدا للحب ويربط البعض هذه المناسبة بالقول أنه منذ 1700 سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد القديسين المدعو (فالنتان) بالتحول في عقيدته من الوثنية إلى النصرانية فما كانت من دولة الرومان إلا أن أعدمته وبعد مرور الزمن اعتنق الرومان النصرانية وجعلوا اليوم الذي أُعدم فيه (فالنتان) مناسبة للاحتفال تخليدا لذكراه وندما على قتله. من جهة أخرى هناك رواية ثانية تقول إنه كان عند الرومان إحدى الآلهات المقدسات تدعى (ليسيوس) وهي الذئبة التي أرضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيدا يحتفلون به وحددوا مكانا للاحتفال وهو معبد (الحب) وسموه بهذا الاسم لأن الذئبة (ليسيوس) رحمت هذين الطفلين وأحبتهما. أما الرواية الثالثة فتقول إن الإمبراطور الروماني (كلوديوس) وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب فلما بحث في سبب عدم مطاوعة الناس له في التجنيد تبين له عدم رغبتهم في ذلك وأن الرجال المتزوجين كانوا يكرهون أن يتركوا أهاليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا أن منع الزواج والتضييق عليه فجاء القس (فالنتان) ليخالف أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور وقتله في 14من فيفري سنة 269 م. وبعد كل هذه الروايات وبعد أن مضت هذه السنين الكثيرة تراجعت الكنيسة عن ربط عيد الحب بأسطورة الذئبة (ليسيوس) وجعلت العيد مرتبطا بذكرى القديس (فالنتان) الذي كان يزوج الناس سرا. امتناع عن الاحتفال بسبب الوعي الديني حتى نتمكن من إنجاز الموضوع تجولت (أخبار اليوم) ببعض شوارع العاصمة حتى نتمكن من الالتقاء ببعض المواطنين وسؤالهم في موضوعنا وأول من التيقناها (أميمة) شابة تبلغ من العمر 23 عاما والتي تعمل كاتبة في إحدى المؤسسات الخاصة سألناها إن كانت ستحتفل ب(سان فالنتان) فردت علينا هذه الأخيرة وهي تبتسم (مع من سأحتفل؟) فأوضحنا لها أن الاحتفال بعيد الحب لا يعني الاحتفال به فقط مع صديق فكل شخص يمكن أن يحتفل مع من يحبه في الدنيا مع العائلة أو الأصدقاء لتجيبنا (أميمة) معتبرة أنه فعلا يمكن أن يحتفل بالعيد مع كل شخص نحبه ولكنها هي لن تحتفل به لأنه أمر محرم شرعا وبعيد كل البعد عن ديننا فالأعياد حسب أميمة في الإسلام معروفة عند جميع الناس ويحتفل بها في كل الأقطار العربية أما غيرها من الأعياد حسبها فهو تقليد للغرب والجزائريون في غنى عنه. وليست أميمة الوحيدة من ستقاطع الاحتفال بعيد الحب لأنه من الأمور المحرمة شرعا فصديقتها (مريم) أيضا لن تحتفل والسبب هو المانع الشرعي والوازع الديني فحسبها كان البعض من الناس يحتفلون به في زمن البعد عن الدين والأخلاق أما الآن الكثيرون لن يحتفلوا لتتبسم بعدها مريم وهي تقول (نحن نعاني من الجفاف وشح الأمطار بالإضافة إلى الزلازل التي تزعزع الأرض تحت أقدامنا من حين لآخر وفوق هذا كله نحتفل بالسان فالنتان لن يكون هذا أبدا). لا احتفال في زمن التقشف بعض أن سمعنا رأي الفتاتين أردنا أن نعرف آراء الشبان في الموضوع لنقترب هذه المرة من حكيم وهو شاب في العقد الثالث من العمر وجدناه بمحطة القطار بالجزائر العاصمة كان ينتظر أحد القطارات التي ستقله إلى ولاية (البليدة) فكانت فرصة لنا حتى نقترب منه ونسأله عن موضوعنا بعد أن سألناه احمرت وجنتا (حكيم) خجلا وابتسم قليلا ثم رد علينا أنه لن يحتفل بالسان فالنتان هذه السنة وذلك بسبب سياسة التقشف وارتفاع الأسعار فحسبه شراء قارورة عطر أصبحت تكلف في الوقت الحالي وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد المستوردة بعدما عرف سعر البترول انهيارا حادا في الأسواق الدولية من جهة أخرى وحسب (حكيم) فأن دعوة للغذاء في أحد المطاعم أيضا تكلف الكثير من المال لذلك فأن الحل الأمثل هو الامتناع عن الاحتفال كحل أخير. الشيخ أمين ناصري: الاحتفال بعيد الحب محرم شرعا من جهة أخرى ومن أجل معرفة حكم الدين في الاحتفال بعيد الحب ربطت(أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ الإمام (أمين ناصري) إمام مسجد الفتح بالشراقة بالجزائر العاصمة والذي رد علينا بدوره أن الله عزوجل شرع للمسلمين الاحتفال بعيدين فقط وهما عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين فهما عيدان يدخلان الفرحة إلى بيوت المسلمين في كافة أنحاء المعمورة لما فيهما من وصل للأرحام واجتماع للعائلة ولكن ومن جهة أخرى هناك بعض الأعياد الوطنية المستحب الاحتفال بها. فالله سبحانه وتعالى يقول (ذكرهم بأيام الله) كإحياء عاشوراء مثلا والذي سنّه سيدنا محمدا لأننا أحق بموسى من اليهود كما يجوز أيضا الاحتفال ببعض الأعياد الوطنية لما فيها من تخليد للانتصارات وبطولات المجاهدين الذي حرروا بلادنا من الاستعمار الغاشم أما الأعياد المبتدعة كعيد الحب فلا يجوز الاحتفال به لأن ديننا قدّس شعور المحبة والمودة في أطرها المشروعة وجعل الاحتفال بها في كل يوم ولم يخصص للمحبة يوما معينا بالاضافة إلى ذلك لا يجوز الاحتفال بالحب الذي يكون في إطار غير شرعي بين الرجل والمرأة.