مصيطفى يدعو إلى إنعاشها في مواجهة أزمة النفط ** أكّد بشير مصيطفى كاتب الدولة السابق للاستشراف والإحصاء وخبير اقتصادي أن الجزائر مقبلة على مرحلة تتّسم بشحّ الموارد المبنية على النفط (الجباية النفطية) بسبب تراجع أسعار البترول قائلا إن الجزائر تملك مفاتيح النمو لكنها كامنة في المستقبل وهذه الإمكانيات تسمح للجزائر بالإقلاع سنة 2030 والالتحاق ب (البريكس) (بريكس) هو مختصر للحروف الأولى باللّغة اللاّتينية (BRICS) المكوّنة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا سنة 2050. أوضح مصيطفى في تصريح خصّ به (أخبار اليوم) أن الحلّ الأنجع لتدارك شحّ الجباية النفطية المترتقبة هو التفكير الذكي عن طريق البدائل المتمثّلة في 11 قطاعا راكدا من خلال تفعيل البطاقات التقنية لتحريكها والمتمثّلة في الصناعة الفلاحة الصناعة الفلاحية الطاقة المتجدّدة المعرفة والبحث العلمي السياحة والخدمات الاتّصال والمعلوماتية وقطاع المؤسّسة والصيد البحري. وأضاف كاتب الدولة السابق أن تفعيل البطاقات التقنية للقطاعات السالفة الذكر من شأنها أن ترفع النمو الخام ما بين 15-25 بالمائة بينما هي الآن ما بين 3-9 بالمائة على حدّ تعبيره داعيا إلى ضرورة تحفيز ال 11 قطاعا خارج النفط ورفع النمو ما بين 6.5 إلى 7 بالمائة آفاق 2021 شريطة اعتماد البطاقات التقنية وتنويع الاقتصاد مع إعطاء الدستور الجديد محتوى اقتصادي. وبالمناسبة قام الدكتور بشير مصيطفى بعرض كتابه الجديد (نهاية الريع.. الأزمة والحلّ) في المكتبة الوطنية بالحامّة الجزائر العاصمة بحضور جمهور غفير من ممثّلي الأحزاب المجتمع المدني المجتمع العلمي وأسرة الإعلام إلى جانب الطلبة وقد استقطب اهتمام المحلّلين والمهتمّين بالشأن الاقتصادي الوطني والدولي ويرافع لمرحلة جديدة في الجزائر تتطلّب استشراف المستقبل بل رسمه وليس توقّعه فحسب. ويعتبر كتاب (نهاية الريع.. الأزمة والحلّ) السابع ضمن سلسلة صناعة الغد والتي انطلقت في 2012 بكتاب (حريق الجسد) الذي توقّع (حدوث زوبعة الربيع العربي التي طالت العديد من الدول) ثمّ كتاب (الإصلاحات التي نريد) ثمّ كتاب (رائحة النفط) الذي يؤكّد فرضة بحث (الناتو) عن النفط في ليبيا وفي سنة 2013 أصدر كتاب (صناعة الغد) الذي استشرف فيه انهيار أسعار النفط إلى 35 دولارا باللّغة الفرنسية فيما كشف الدكتور عن صدور كتاب جديد يحمل عنوان (مصطلحات ومفاهيم القرن 22). وفي هذا الصدد أردف المتحدّث أنه في سنة 2010 أي في القرن المقبل ستحلّ فكرة جديدة تسيطر على العالم ألا وهي (الفكرة الثقافية) والتي ستحلّ محلّ الفكرة السائدة حاليا وهي الفكرة الاقتصادية وتضمّ الفكرة الثقافية المصطلحات والأديان فالجيل والذي قال إنه لابد له من مفاهيم حتى لا يغرق مشيرا إلى أن هناك كتابا جديدا عنوانه (الطريق إلى الصعود) سيكون تقنيا بحتا. ومن جانبهم ناقش الأساتذة والخبراء محتوى كتاب (نهاية الريع.. الأزمة والحلّ) على غرار الدكتور شبايكي سعدان الذي قال (إن الكتاب هو عصارة لحظات تأمّل للدكتور مصيطفى دارسا ومحلّلا للمشهد الاقتصادي دون معزل عن المشهد الدولي إلى جانب الاستشراف من أجل التنبّؤ بالحقيقة فالكتاب هو من عصارات تفكير الرجل وتدقيقه في استعمال المصطلح والمعاينة الاقتصادية) مشيرا إلى أن الأزمة -حسبه- تعود إلى سوء التقدير وعدم الاستشراف وغياب المعلومة الدقيقة فضلا عن عدم تعبئة الإمكانات الممكنة. (لابد من إيجاد الآليات الكفيلة بوقف هجرة الأدمغة) من جهته تطرّق الدكتور بن حليمة خلال المناقشة إلى مشكل كبير وهو نزيف الأدمغة قائلا في هذا الصدد: (الجزائر تكوّن للخارج) كاشفا عن 60 ألف باحث متواجد في الخارج وتبوّؤ الجزائريين لمناصب عليا في وكالة (نازا) وفي السياسةو على غرار زرهوني كمستشار خاصّ للرئيس الأمريكي باراك أوباما والدكتور تومي أوّل عالم في الروبوتيك داعيا إلى أيجاد الآليات الكفيلة بوقف هجرة الأدمغة وتوفير المناخ المناسب لهم للاستفادة من خبرتهم في بلادنا.