(أيتها الأسرة.. تحمّلي مسؤولياتك) أجمع جامعيون وباحثون مختصّون في مجالات علم النّفس والإجرام ومهتمّون بشؤون الطفولة والشباب أمس الثلاثاء بولاية باتنة على أنه (من الضروري أن تضطلع الأسرة الجزائرية اليوم بمهمّتها الأساسية في تربية وحماية الشباب من الانحراف). لم يخف المتدخّلون في الملتقى الوطني الذي افتتح بمركز البحث العلمي بجامعة باتنة 2 وسيدوم 3 أيّام بمبادرة من ديوان مؤسّسات الشباب بباتنة بعنوان (نحو استراتيجية شاملة لحماية الشباب من الانحراف استقراء للواقع واستشراف للمستقبل) أن (للأسرة دور هام في التنشئة السليمة للأطفال باعتبارها الخلية الأولى لأي مجتمع) وأكّد في هذا السياق مدير مخبر التطبيقات النفسية في الوسط العقابي ورئيس قسم علم النّفس وعلوم التربية والأرطفونيا بجامعة باتنة 1 البروفيسور ونّاس أمزيان أن (التجربة والدراسات أثبتا أن مبادئ التربية الصحيحة التي بإمكان الأسرة أن تغرسها في الأطفال منذ الصغر هي التي ستكون حصنا منيعا للشاب فيما بعد حتى لا ينحرف ويدخل عالم العنف والجريمة). وأشار المتحدّث إلى أن (حلّ مشاكل الانحراف في أوساط الشباب يكمن في التكفّل بالأسرة من خلال رعاية وكذا تلقين الأزواج الجدد أو المقبلين على الزّواج الطرق الجيّدة والسليمة في تربية أطفالهم وأيضا كيفية آداء مهامهم كما ينبغي داخل الأسرة). فيما أبرزت من جهتها ل (وأج) الدكتورة عبلة رواق المختصّة في علم النّفس بجامعة قسنطينة 2 والمستشارة لدى منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسيف) منذ سنة 2008 إلى غاية 2015 أن (النصوص القانونية الخاصّة بحماية الطفولة والشباب موجودة في الجزائر وهي جيدة وجامعة للعديد من الجوانبو إلاّ أن تطبيقها الميداني أحيانا يتمّ بطريقة ناقصة وأحيانا أخرى لا يطبّق بتاتا). ورغم أن الدولة الجزائرية بذلت جهودا كبيرة لتطبيق النصوص الدولية المتعلّقة بحماية الطفولة وكذا من حيث توفير الهياكل والمرافق والإجراءات الإدارية للتكفّل بهذه الفئة إلاّ أن الواقع كثيرا ما يجعل الشابّ أو الطفل معرّضا للانحراف. وعدّدت ذات المختصّة الأسباب التي تؤدّي عادة بالشباب إلى الانحراف (من أهمّها استقالة الأسرة وعزوفها عن آداء مهمّتها الأساسية وهي رعاية الأطفال وهو ما يجب تداركه بسرعة في المجتمع). ويتضمّن برنامج الملتقى الذي أشرف على افتتاحه والي باتنة السيّد محمد سلاماني بحضور رئيسي جامعتي باتنة 1 و2 وتميّز بحضور مكثّف للطلبة وباحثين وأساتذة من مختلف أنحاء الوطن عديد المحاضرات التي ستركّز على الأخطار المحدقة بالشباب وسبل الوقاية من تعاطي المخدّرات والهجرة غير الشرعية والانتحار والعزوف عن الدراسة والإجرام. ويهدف الملتقى -حسب مدير ديوان مؤسّسات الشباب بباتنة السيّد عبد الحفيظ فيدوم- إلى لفتت انتباه المجتمع والمختصّين إلى دراسة ظاهرة الانحراف والعمل على وضع استراتيجية لحماية الشابّ الجزائري منها.