تعدّ ثمرة عشر سنوات من العمل هذا ما تحتويه (بوابة الثقافة الجزائرية) تحوي البوابة الالكترونية الجديدة المخصّصة للتراث الثقافي الجزائري والتي تمّ إطلاقها يوم الأحد في خطوة أولى وثائق رقمية ثرية ودعائم تعليمية حول طبع المالوف ومختلف أنواع الموسيقى الشعبية التقليدية والعصرية في الجزائر. تهدف بوابة (portailculturelalgerien.com) التي صمّمها الباحث في الموسيقى فيصل بن قلفات إلى رقمنة وتوفير على الخطّ أكبر قدر ممكن من مكوّنات الثقافة الجزائرية بغية إبراز ثرائها وتنوّعها وجعلها في متناول أكبر عدد ممكن من مستعملي شبكة الأنترنت خصوصا فئة الشباب. وخصّص هذا الجزء الأوّل من البوابة للتراث الموسيقي للمالوف حيث يضمّ عدّة تسجيلات سمعية بصرية لكبار فنّاني هذه المدرسة الموسيقية بالإضافة لبعض الحوارات التي أنجزها الفريق المشرف على البوابة وكذا سِيَر ذاتية للوجوه البارزة في هذا الطبع الأندلسي على غرار محمد الطاهر فرفاني وقدور درسوني. ويُتيح أيضا هذا الجزء من الموقع ولوجا مجّانيا للنصوص وأشعار المالوف الجزائري مرقمنة وقابلة للتحميل في صيغة (pdf) بالإضافة إلى نصوص الكلمات والألحان تساعد على تلقين الموسيقي. وبالإضافة إلى المالوف توفّر البوابة محتوى وثائقيا ثريا يتمثّل في 450 قطعة مسجّلة للفنّان الرّاحل وأحد أعمدة الصنعة (الطبع الأندلسي العاصمي) سيد أحمد سري من بين إجمالي 1366 قطعة موسيقية معفاة من الحقوق تمثّل المدارس الموسيقية الثلاث للموسيقى الأندلسية الجزائرية (الصنعة والمالوف والغرناطي التلمساني). ويعتبر هذا الموقع -الذي أنجز بأموال مصمّميه- أوّل دعامة على الأنترنت في العالم العربي (توفّر محتوى موسيقيا تعليميا في لغة عالمية) حسب مصمّمه. وتضمّ أيضا البوابة -التي تتوزّع على عدّة عناوين سهلة الولوج وبصيغة الغرافيك- أقساما أخرى سيتمّ تفعيلها لاحقا من أجل الإلمام بكلّ التراث الثقافي الجزائري وببضع نقرات فقط يضيف المتحدّث. وفي مجال التراث المادي سيحوي المشروع عناوين مخصّصة للمتاحف والمواقع التاريخية والأثرية مرفقة ببطاقات تقنية حول هذه المواقع وزيارات افتراضية موجّهة (لاحقا) لمختلف متاحف الجزائر حسب مسيّر الموقع. وسيكون للجانب الأدبي نصيب أيضا في إثراء هذه البوابة حيث ستبثّ على الشبكة وسائط وثائقية للمخطوطات القديمة بالإضافة إلى إنشاء مكتبة رقمية يضيف المعني. وسيكون (portailculturelalgerien.com) متاحا على جميع الأجهزة الرقمية من حواسيب ولوحات رقمية وهواتف ذكية من أجل ضمان ولوج أمثل مع إبراز إمكانية رقمنة المحتوى التعليمي والتربوي. وتعدّ هذه البوابة -التي اقتنتها وزارة الثقافة- ثمرة عشر سنوات من العمل الذي جنّد حوالي ستّين شخصا بين مترجمين وأنفوغرافيين ومطوّري البرامج ومنجزي فيديو وتقنيي إعلام آلي. ويبقى الفريق الأصلي القائم على البوابة هو المكلّف بالتسيير والإثراء لهذا الأخير.