سواء كان رجل الأعمال القبطي المصري نجيب ساوريس، صاحب مجمع أوراسكوم الذي يملك المتعامل جيزي للهاتف النقال في الجزائر، يقف بصفة مباشرة وراء محاولات »التخلاط« وبث الفتنة بين الجزائريين، فإن تلك المحاولات لا يمكن اعتبارها سوى ابتزازا رخيصا للغاية، ربما كان الهدف منه التأثير على موقف السلطات الجزائرية من قضية بيع شركة جيزي لمتعامل أجنبي، وكذا قضية المستحقات الجبائية العالقة للشركة مع مصالح الضرائب الجزائرية. ولعل هذا الابتزاز الرخيص يهدف أيضا إلى التأثير على معنويات الشارع الرياضي الجزائري قبل شهر وبضعة أيام من انطلاق أكبر استحقاق رياضي، ليس لأن الجزائر هي الممثل الوحيد للعرب والمسلمين في هذا الموعد فقط، وإنما لأن الجزائر حرمت منتخب مصر من الحلم المونديالي، وحرمت جماعة التوريث في القاهرة من مخطط محكم ليضع جمال مبارك قدما في الحكم، ومعلوم أن ساوريس يعد أحد المحسوبين على جمال مبارك، حتى أن بعض المتتبعين في مصر يقولون أنه يستمد »قوته« منه، ولذلك لم يكن غريبا أن يعض ساوريس يد الجزائر التي امتدت إليه وساهمت بشكل كبير لا يمكن لساوريس نفسه أن ينكره في تنامي حجم إمبراطورية أوراسكوم، حتى بات رجل الأعمال القبطي أغنى رجل في مصر. قد لا يكون ساوريس هو من أمر صحيفة اليوم السابع المصرية التي يملكها بنشر مقال بغيض يزعم وجود لاعب يهودي، ولكنه يستطيع أن يأمر المسؤولين عن تحرير الصحيفة بالكف عن إثارة الفتنة في الجزائر من خلال دس السم في عسل بعض المقالات التي يحاول كاتبوها التظاهر بالحرص على مصلحة الشعب الجزائري وأصالته وهويته، بينما يشم القارئ رائحة الفتنة و»التخلاط«، ولحسن الحظ أن »اليوم السابع« هذه جريدة لا يكاد يسمع بها أحد في الجزائر.