أطلقت إيران في اليوم الثاني من المرحلة الأخيرة للمناورات الصاروخية التي تجريها قوات الحرس الثوري الإيراني تحت مسمى (قوة الولاية) صاروخين باليستيين جديدين أحدهما من مرتفعات سلسلة جبال البرز الشرقية وهو صاروخ (قدر) المتوسط المدى ليصيب الهدف في سواحل مكران بالقرب من خليج عمان على بعد 1400 كيلومتر كما أطلقت من صحراء قم صاروخين أحدهما من طراز (قدر) والثاني من طراز (شهاب) البعيد المدى. نقلت المواقع الرسمية الإيرانية أن قوات الحرس أجرت هذه التجارب بحضور قائدها محمد علي جعفري فضلا عن قائد القوات الجوفضائية التابعة للحرس أمير علي حاجي زاده. ويختبر الحرس خلال المناورات منصات الصواريخ الباليستية بهدف تحقيق الجهوزية لمواجهة أية تهديدات ولرفع مستوى قوة الردع حسب تصريحات المعنيين. وعقب إجراء تجارب اليوم الأربعاء قال حاجي زاده إن هذه المناورات بدأت منذ أسبوع من الآن حيث تمت تجربة عدد من الصواريخ الباليستية مضيفاً أن هذه الصواريخ إيرانية بالكامل لكنها ملك للشعوب في فلسطينسوريالبنان والعراق حسب تعبيره. كما أشار إلى أن عداوة إيران مع أميركا جدية ورغم أن طهران لن تكون الطرف البادئ بالهجوم أو الحرب لكنها لن تتجاهل أي تهديد معتبرا أن لدى بلاده القدرة على الدخول بحرب طويلة كما أنها طورت أنفاقا ومدنا صاروخية للرد على أي حماقة قد يفكر بارتكابها أعداء إيران حسب وصفه. في السياق قال نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي إن صواريخ إيران جاهزة للتحرك ضد أعداء بلاده في أي لحظة واعتبر أن تطوير هذه الصناعة المحلية جاء نتيجة العقوبات التي فرضت على إيران مشيرا إلى أن بلاده ستستمر بتطوير صواريخها. كما ذكر سلامي أن حزب الله اللبناني يخزن أكثر من مئة ألف صاروخ ولدى إيران عشرات أضعافها مؤكدا أن بلاده تمتلك صواريخ باليستية من طرازات متعددة وأبعاد ومواصفات مختلفة من الممكن إطلاقها من أي نقطة في البلاد فور وقوع أي تهديد. يذكر أن إيران كشفت من قبل عن صاروخ عماد الباليستي المحلي الصنع والبالغ مداه 1700 كيلومتر كما عرض الحرس الثوري في وقت سابق تسجيلا مصورا بثه التلفزيون المحلي يصور مقاطع من منصات ومدن صاروخية تحت الأرض قال عنها الحرس حينها إن أعداء إيران غير قادرين على كشف مكانها وإن الصواريخ فيها جاهزة للانطلاق بشكل فوري وهذا بحال تعرض البلاد لأي تهديد أو هجوم. وأثارت هذه التجارب انتقادات الولاياتالمتحدة التي دعا بعض المسؤولين فيها لفرض عقوبات جديدة على إيران وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على أفراد وشركات في إيران مرتبطين ببرنامج البلاد الصاروخي بالتزامن مع دخول اتفاق البلاد النووي حيز التنفيذ العملي وهو الاتفاق الذي رفع الحظر الاقتصادي عن طهران. لكن دول 5+1 أبقت على بعض العقوبات المتعلقة ببرنامج البلاد التسليحي رغم الاتفاق فمنعت طهران من الحصول على أي أسلحة غير دفاعية أو على أي معدات ذات أغراض مزدوجة لخمس سنوات قادمة كما علقت حصولها على أي صواريخ باليستية قابلة لحمل رؤوس نووية لمدة ثمان سنوات.