بعد انطلاق الامتحانات النهائية لم يجد بعض التلاميذ الحل لرفع معدلاتهم في التربية البدنية »الرياضية« إلا بالاهتداء إلى شرب بعض المشروبات الجالبة للطاقة والتي تمتعهم بنشاط وحيوية مثاليين حسبهم، ما يمكنهم من الحصول على علامات مرتفعة تفيدهم في المعدل العام الذي يؤهلهم إلى النجاح، وعرفت متاجر بيع تلك المواد إقبالا واسعا في غضون هذا الأسبوع من طرف التلاميذ المقبلين على البكالوريا وكذا التعليم المتوسط بعد انطلاق الامتحانات في كل من مادتي التربية البدنية وكذا الموسيقى سعيا منهم إلى الحصول على نتائج مرضية، إلا أن هناك من ابتعدوا عنها تفاديا لبعض إفرازاتها السلبية على غرار مشروب »رادبول« الذي يتخوف الجميع من استهلاكه. عادة المعلومات التي تكون مدونة على عبوات بعض مشروبات الطاقة تساعد على الزيادة في ترويجها وجلب الزبائن الطامحين إلى زيادة طاقتهم في بعض المناسبات، كإجراء تمارين رياضية أو الإقبال على الامتحانات وما تحتاجه من بذل جهود مضاعفة، فيدون على تلك العبوات أن المشروب هو مطور لحالات الإجهاد الذهني والبدني المتزايد، يعزز القدرة على التحمل، يعزز القدرة على التركيز، يمنح النشاط والحيوية أثناء الإجهاد، وأيضا »مشروب الطاقة ذو الطعم الرائع والمدهش يمنح الانتعاش السريع الذي تحتاجه« ولابد أن يدون عليه أنه غير مناسب لمرضى السكري وذوي الحساسية اتجاه الكافيين بالنظر إلى احتوائه على نسب متزايدة من السكر الذي يمنح الطاقة وكذا الكافيين التي تزيد من تسارع نبضات القلب ورفع ضغط الدم، لذلك فضل البعض تفادي بعض أنواع المشروبات الطاقوية وعوضوها بكل ما هو طبيعي. إلا أن فئات أخرى فضلت الاعتماد على المشروبات الطاقوية على رأسها مشروب »رادبول« الذي ذاع صيته في مجتمعنا مؤخرا، ومنهم من تناول أقراص المنشطات من أجل الزيادة في النشاط على الرغم من الأخطار التي من الممكن جدا أن تسببها تلك المواد خاصة لفئة الأطفال والمراهقين. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض التلاميذ فقال مروان وهو تلميذ مقبل على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، إنه بالفعل قام بشراء عبوتين من مشروب رادبول لما سمع عنه من فوائد في زيادة النشاط والحيوية بدليل إقبال الرياضيين من أبناء حيه بكثرة عليه لاستعمالهما يوم امتحانه في التربية البدنية، لاسيما وأن معدل تلك المادة يلعب دورا كبيرا في المعدل العام. أما سمية التي ستجتاز نفس الامتحان فقالت إنها تفضل الاعتماد على كل ما هو طبيعي بشرب عصائر البرتقال والفواكه الطازجة، والابتعاد عن تلك المشروبات الطاقوية المنشطة المصنوعة من مواد ربما قد تضر أكثر مما تنفع إذا ما اتخذت وفقا للاحتياطات الضرورية المدونة على تلك العبوات. وأثناء تحدثنا مع بعض الفئات وجدنا أن أغلبهم يجهلون تركيبة تلك المواد التي عادة ما تشتمل على نسبة كبيرة من السكريات مما لا يتوافق مع مرضى السكري، وكذا الكافيين التي تزيد من القلق والتوتر، وقد حذر خبراء في الصحة من تأثير تلك المواد على بعض المصابين بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط الدموي، وكذا على الأطفال والمراهقين كون أن مادة الكافيين تجعلهم سريعي الغضب والانفعال وتزيد من توترهم وقلقهم. وهناك من راح إلى القول إن مادة الكافيين في تلك المشروبات تسبب الإدمان ولم يفوتون التنبيه على أن بعض تلك المواد تحتوي على نسبة من الكحول، وهناك دول أوروبية منعت ترويجها ككندا، استراليا، النرويج، الدانمارك ماليزيا، وتايلاند بسبب تأثيراتها السلبية، وفي فرنسا ممنوع بيعها إلا في الصيدليات، والغريب في الأمر أننا نجدها تروج بكل حرية في جل الدول العربية.