أبدى الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين الإينباف استغرابه للتصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف غلام اللّه بو عبد اللّه، باتّهامه الأساتذة ومن ورائهم النّقابات المستقلّة الضلوع في الفوضى وأعمال التخريب الأخيرة التي عمّت أرجاء الوطن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تلك التصريحات لا يمكن أن تفسّر إلاّ بتحويل الأنظار عن قطاع الوزير الذي يشهد مشاكل جمّة، حيث كان الأجدر على الوزير حسب الاتحاد التفكير مع المخلصين من أبناء الوطن في كيفية بلورة مجتمع مدني واع ومسؤول لإعادة الأمل في نفوس اليائسين من الشباب بدل إلقاء اللاّئمة على الغير. وأشار الاتحاد الوطني لعمّال التربية والتكوين في بيان له تحصّلت أخبار اليوم على نسخة منه، إلى أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه من وزير الشؤون الدينية الاعتراف بالسياسة الفاشلة المنتهجة للحكومة والمشكّلة من أحزاب التحالف التي يعدّ حزبه أحد الأطراف فيها - نتيجة خنق الحرّيات وتدجين أغلب المجتمع المدني الذي كان من المفترض أن يؤدّي دورا إيجابيا لتفعيل الطاقات الشبانية وتأطيرها بما يخدم الوطن، وفتح المجال واسعا للحرّيات الفردية والجماعية والتفكير مليا وبكلّ موضوعية في كيفية إيجاد السبل الكفيلة لضمان رفاهية المواطن باتّخاذ إجراءات استعجالية في خدمته واقتراح مشاريع للقضاء على البطالة المتفشية حتى في أوساط خرّيجي الجامعات بدل منحة البطالة التي تعتبر مسكنا إلى حين، إذ بالاتحاد يتفاجأ بالتّهم التي وجّهت للأساتذة والنّقابات التي من ورائها بالضلوع في أعمال التخريب والفوضى التي سادت الوطن خلال الأسبوع المنصرم إثر احتجاجات الشارع على غلاء الأسعار والمعيشة بشكل عام، وهو الأمر الذي وصفه الاتحاد بتحويل الأنظار عن قطاعه الذي يشهد العديد من المشاكل بدءا من معاناة الموظّفين وقضية موسم الحجّ الذي شهد العديد من الثغرات والمشاكل، إلى جانب معاناة الأئمة الذين لا يملكون حرّية التعبير عن توجّههم ولا نقابة تدافع عنهم ولا خدمات اجتماعية يستفيدون بها، على غرار القطاعات - يضيف البيان - الذي أكّد أن كلّ الأمور لم تلفت انتباه الوزير سوى الخدمات الاجتماعية إلى قطاع التربية وجعلها في بؤرة شعوره متخوّفا من استفاقة الأئمة من غفوتهم فيطالبونه بها· ليذكّر في الأخير بيان الإينباف وزير الشؤون الدينية بمعاناة الأساتذة إبّان سنوات الدم أين كانوا يرفعون العلم الوطني خفّاقا في كلّ المؤسسات التربوية في قمم الجبال وفي أقصى الجنوب، في الوقت الذي فكّر فيه الكثيرون في الهروب إلى الخارج، وهي الفترة التي قال بشأنها الاتحاد إنه استشهد فيها العديد من تلك الفئة ومدرستا الشهيدين العسلي بلعرج وبسيني ميلود بلدية عين آدم دائرة سفيزف ولاية سيدي بلعباس شاهدتان على ذلك، إذ فقدنا 12 معلّما ومعلّمة في لحظة واحدة· كما أكّد البيان أن الأساتذة والأولياء هم من حموا المؤسسات التربوية من التخريب وتصدّوا لشباب الغاضب في بعض مناطق الوطن·