أدانت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة مدير عام الشركة الوطنية للبناء الكائن مقرّها بالقصبة في العاصمة، بخمس سنوات حبسا نافذا و200 ألف دينار غرامة مالية عن تهمة اختلاس 08 ملايير سنتيم استغلّها في تشييد فيلته بدالي إبراهيم، في الوقت الذي التمس فيه ضده ممثّل النيابة العامّة الذي أكّد أن أركان جناية اختلاس أموال عمومية ثابتة في حقّ تأييد الحكم الغيابي المستأنف والقاضي بإدانته 10 سنوات سجنا نافذا· وحسب ما دار أمس في جلسة المحاكمة، فإن القضية تمّ تفجيرها سنة 1998 بناء على الشكوى التي تقدّم بها مدير وحدة التجارة بالمؤسسة والأمين العام في النقابة مفادها أن المتّهم ق· بوعلام الذي يشغل منصب مدير عام بالمؤسسة قام بإنجاز فيلاّ فخمة بدالي إبراهيم من أموال ومواد الشركة دون دفع أيّ مقابل لها، أين فتحت مصالح الأمن تحقيقا فأثبتت حسب تصريحات الشهود أن المتّهم كان يقوم بتصرّفات من شأنها المساس بأموال الشركة بالإضافة الى العتاد· حيث صرّح معظمهم في جلسة المحاكمة ومن بينهم مسؤول العمّال وسائق ونجّار بأن المتّهم قام ببيع شاحنة بمبلغ 90 مليون سنتيم وسيّارتين تابعتين للشركة رغم معارضة بعض العمّال لذلك، ولم يعاود شراء عتاد آخر، حيث أضحت المؤسسة دون وسائل للنّقل ما اضطرّها إلى استئجار وسائل نقل من مؤسسات خاصّة· كما أجمع جلّهم على أن المتّهم استغلّ بعض اليد العاملة في المؤسسة مثل البنّائين والنجّارين في إنجاز فيلّته الفخمة بدالي إبراهيم، إضافة إلى إرسالهم في مهمّات عمل تخصّ أصدقاءه القاطنين بنواحي عين طاية· المتّهم أنكر عبر كافّة مراحل التحقيق وأثناء استجوابه من طرف هيئة المحكمة الجرم المتابع من أجله مؤكّدا أن الشكوى التي حرّكت ضده باطلة ومبنية على خلفيات مهنية وهي مجرّد ادّعاءات لا أساس لها من الصحّة، منكرا بذلك أنه قام باستغلال وسائل الشركة وأموالها لأغراضه الخاصّة· وفيما يخصّ بيع وسائل النّقل التابعة للمؤسسة صرّح بأنها كانت بطريقة قانونية، مشيرا إلى أنه وقتها كلّفه أحد المسؤولين شخصيا بإنجاز ثانوية ببئر التوتة وإكمال المشروع قبل الدخول المدرسي· وأضاف المتّهم أنه لم يسبق له امتلاك أيّ فيلاّ بدالي إبراهيم كما ادّعى الطرف المدني الغائب عن جلسة المحاكمة، بل له فيلاّ واحدة يقع مقرّها في بوشاوي· هذا، وقد أصرّ المتّهم على أنه ساهم في تحسين وضعية الشركة بعدما كانت تعاني من ضائقة مالية والعمّال لم يتقاضوا أجورهم لأكثر من 5 شهور· أمّا بعض الشهود الذي مثلوا أمام هيئة المحكمة فقد أفادوا في مجمل تصريحاتهم بأنهم قاموا بإنجاز عدّة أعمال في نهج كريم بلقاسم بأعالي العاصمة وقاموا بتركيب عدّة أبواب من أموال الشركة وتقاضوا الأجر على حساب هذه الأخيرة، فضلا عن قيام المتّهم ببيع العتاد في المزاد العلني·