يُعد من أبزر التحديات الطبيعية التي تواجههم ** حذر عالم الفلك لوط بوناطيرو في تصريح ل أخبار اليوم من خطر جيولوجي دائم ناتج عن زيادة الهزات التي ترصدها الجزائر منذ شهرين متتاليين بصفة عشوائية وليس تنازلية على -حد تعبيره- وكشف عالم الفلك أن من أبرز التحديات الطبيعية التي تواجهها الجزائر النشاطات الزلزالية المتتالية أن الهزات الأرضية التي ضربت الجزائر لحد الآن متفاوتة الخطورة مع أضرار متوسطة في البنيات إلا أن النشاط بدأ في بؤرة زلزالية معروفة تاريخيا كونها جد نشيطة وذلك بعد سبات طويل. وقال بوناطيرو أن هذا المنبع الزلزالي التاريخي سبق له وأن ولّد زلازل في الماضي وكما تدل عليه تسمية هذه المنطقة ب مضيق طارق فإن بلغة الجيوفيزيا تعتبر هاته المنطقة وعلى صول البحر الأبيض خط زلزالي بإعتباره نقطة تصادم القارة الأوروبية مع نظيرتها الإفرقية حيث يقدر هذا التناحر بما بين 2 إلى 10 سنتمترات سنويا . وقال عالم الفلك إن الجزائر تعيش منذ شهرين نشاطا زلزاليا غير عادي في منطقة مضيق طارق حيث لم تهدأ بعد الهزات الأرضية هنالك في وسط البحر شمال الحسينية بقرب من الحدود الزائرية والإسبانية. كما ذكر لوط بوناطيرو بالهزات الأرضية التي ضربت الجزائر معتبرا اياها زلازل تاريخية على غرار جيجلبومرداس تيبازة مليلة إلخ مردفا أنه زيادة على الهزات التي نرصدها هنا منذ شهرين متتاليين ليس تنازلية لكن عشوائية ومستمرة مما ينبئ بخطر جيولوجي دائم. كيف تتصدى الجزائر للخطر الزلزالي؟ وفي رد على سؤال أخبار اليوم بخصوص كيفية التصدي للهزات من اجل تفادي الخطر قال عالم الفلك لوط بوناطيرو أنه لابد من تبني مفهوم البناء المرصوص الذي أشار إليه رسولنا في حديثه: المؤمن لأخيه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا والذي قال إنه كان موضوع بحث حديث من طرف فرقته أين نال جوائز عدة عالمية ووطنية. كما شدد في هذا الصدد على ضرورة إدماج التكوين في كل أطوار التعليم وخاصة في الجامعة حول علم حديث اسمه: إدارة الكوارث الطبيعية وكذا تكوينات لكل من له دخل في الموضوع من إطارات وتقنيين في السلطات المحلية وغيرهم من أجل توسيع إطار المعرفة في هذا المجال إلى جانب القيام بتمارين دورية للمواطنين وتحسيسهم بكل وسائل الإعلام. وإعطائهم المعلومة الحقيقية حول الخطر المرتقب بالإضافة إلى التركيز على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مع رعاية الكفاءات الحقيقية للبلاد وضرورة الاستماع إليهم. وأردف بوناطيرو أن التحديات تختلف لذا لابد من تحضير لبرامج مسبقة للتكفل بالضحايا ومختلف برامج الإغاثة التمويل الرعاية السيكولوجية والنفسية وغيرها مشيرا إلى أن الموضوع ليس بالهيّن بل هو يدخل ضمن ما يسمي بسياسات المدن والتنمية المستمدة للشعوب وكذا سياسات الحكم الراشد غير المتوفر في تسييرنا حاليا. هزات أرضية قوية كل 11 سنة في الجزائر وفي تصريح سابق له أكد الخبير في علم الفلك والجيوفيزياء لوط بوناطيرو أنه تنبأ بالنشاط الزلزالي الذي تشهده الجزائر منذ سنة 2003 مشيرا إلى أنه كل 11 سنة تشهد الجزائر هزات أرضية قوية ومعتبرة على غرار زلزال الأصنام وبومرداس وذكّر في السياق بالعوامل المسببة للهزات الأرضية والتي اجتمعت كلها منذ السنة الماضية وإلى غاية هذه السنة على غرار التباين الحراري ما بين الشتاء البارد جدا والصيف الحار الذي ميّز الجزائر مؤخرا ويتشابه مع نفس المناخ سنة 2003 وهو ما يجعل الصخور- حسبه- تتمدد وتتقلص ما يخلق حراكا في القشرة الأرضية ويتسبب في توليد الطاقة الزلزالية كما لم يخف بوناطيرو علاقة الارتفاع المفاجئ للزلازل والهزات الارتدادية في مختلف مناطق الجزائر هذا الشهر مع كسوف الشمس الذي شهدته الجزائر منذ نحو أسبوع حيث قال: خلال أيام الكسوف وقبله تزايدت الهزات الأرضية لأنه ساعد الفائض المختزن تحت القشرة الأرضية على الخروج . وأضاف بوناطيرو أن جاذبية الكواكب هي المسؤولة عن المدّ والجزر في وسط البحار والهزات التي شهدتها العاصمة وتم تحديد موقعها بعرض البحر أمس لها علاقة بالكسوف ويشير إلى أن النشاط الزلزالي هذه السنة مرشح للارتفاع وقد يتصاعد في الأشهر المقبلة. 10 هزات أرضية في 2015 وللعلم أن الزلزال أو الهزة الأرضية هي ظاهرة طبيعية وهي عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية للأرض والناتج عن حركية الصفائح الصخرية ويسمى مركز الزلزال البؤرة يتبع بارتدادات تدعى أمواجا زلزالية وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية. توجد الانشطة الزلزالية على مستوى حدود الصفائح الصخرية. وينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات الأرض. ونشأت على الأرض مجموعة من المناطق الضعيفة في القشرة الأرضية تعتبر مراكز النشاط الزلزالي أو مخارج تنفس من خلالها الأرض عما يعتمل داخلها من طاقة قلقة تحتاج للانطلاق ويطلق عليها أحزمة الزلازل ومن بين هذه المناطق منطقة شمال إفريقيا أين توجد الجزائر التي تعرضت لعدّة زلازل عبر العصور لوقوعها في حوض البحر الأبيض المتوسط بسبب حركة الصفائح التكتونية وأيضا لحدوث أمواج عالية تحت سطح الأرض علما أن الجزائر شهدت عدد كبير من الزلازل التي تم إحصاؤها في الألفية الأخيرة والتي قدرت ب10 زلازل في 2015.