اعتبر الخبير الجيوفيزيائي الدكتور لوط بوناطيرو أن ما شهدته ولاية بجاية، أمس، من نشاط للقشرة الأرضية ليس بهزة أرضية بل هو زلزال، لأن التقديرات التي وصلته بشأنها تؤكد على أن قوتها وصلت إلى 5.8 درجة على سلم ريشتر، وهي درجة قريبة إلى حد كبير من قوة الزلزال التي تبدأ ب 6 درجات على سلم ريشتر، والتي ولحسن الحظ، قال بوناطيرو لم تسجل خسائر بحسب ما أكدته مصالح الحماية المدنية. وقال الخبير في علم الفلك ل “الجزائر نيوز" إن اهتزاز الأرض القوي الذي عرفته بجاية يأتي تكملة للزلازل القوية التي شهدها عدد من الدول مؤخرا مثل إيران واليابان وتركيا ، وتدخل في إطار النشاط الموسمي العادي للقشرة الأرضية الذي وصل مؤخرا إلى منطقة شمال إفريقي. وأضاف بوناطيرو أن القشرة الأرضية تفرز طاقة كامنة في باطنها في أوقات معينة من السنة وهي ماي، أفريل وأكتوبر وكذا جانفي. وأرجع بوناطيرو هذه الهزة القوية إلى كون الجزائر نقطة من العالم، وتدخل في خط الصداع الزلزالي الذي انتعش نشاطه مؤخرا، وأفرز زلزالا وهزات قوية في العالم مثل إيران (7,8 درجات على سلم ريشتر) واليابان (6,2 درجات على سلم ريشتر) وباقي البلدان المجاورة لها بقارة آسيا على غرار الإمارات، باكستان وقطر لكون هذه الدول تمثل نقطة التقاء القارات وتمتاز بلوحات صفاحئية هشة. وأوضح المتحدث بأن الجزائر تدخل ضمن خط الصداع الزلزالي الذي يعبر البحر الأبيض المتوسط، الذي يشكل نقطة تقارب بين القارتين الإفريقية والأوروبية على مستوى مواقع تسمى صفائح أرضية تتميز بالهشاشة موجودة في الجزائر في المناطق الشمالية من البلاد التي عرفت زلازل قوية، لاسيما بومرداس وتيبازة وعين تموشنت وغيرها، وكلها تمثل مراكز زلزالية، واتسع حجم هذه الصفائح إلى المناطق المجاورة وهو ما يفسر حدوثها أمس في بجاية ومناطق أخرى مثل وهران وباتنة، علما بأنه تم تسجيل ما بين 30 إلى 40 هزة متفاوتة الخطورة في الشهر منذ بداية السنة الجارية إلى يومنا هذا خلاف المناطق الصحراوية التي لا تعرف أي هزات أو زلازل أرضية. وتوقع ذات المتحدث حدوث هزات أرضية ارتدادية تنازلية لهذه الهزة القوية أقل من 5.8 درجة على سلم ريشتر.