في رد فعل على محاولات الانتحار المتكررة التي شهدتها مصر والجزائر وموريتانيا بعد ثورة تونس التي اندلعت بعد انتحار الشاب محمد البوعزيزي، أكد الأزهر الشريف أن الإسلام يحرم إزهاق الأرواح مهما كانت الأسباب. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المتحدث باسم الأزهر السفير محمد رفاعة الطهطاوي القول إن "القاعدة الشرعية العامة تؤكد أن الإسلام يحرِّم الانتحار تحريما قطعيا لأي سبب كان ولا يبيح للإنسان أن يزهق روحه كتعبير عن ضيق أو احتجاج أو غضب". ورفض المتحدث التعليق على حالات الأشخاص الذين حاولوا الانتحار حرقا قائلا "لا نستطيع أن نحكم على هؤلاء وأمرهم إلى الله وندعو لهم بالمغفرة". وكانت مصادر طبية مصرية قد أعلنت الثلاثاء وفاة شاب أضرم النار في نفسه بمدينة الإسكندرية (شمال مصر) بسبب البطالة بينما ذكرت مصادر أمنية أن شخصا آخر أضرم النار في نفسه بالقاهرة وتم إلقاء القبض على ثالث قبل أن يقوم بمحاولة مشابهة. وكان رجلٌ آخر قد أضرم النار في نفسه الاثنين أمام مقر مجلس الشعب في القاهرة، وأعلنت السلطات أن حالته ليست خطرة. ولم تقف محاولات الحرق عند مصر إذ امتدت لدول عربية أخرى، ففي الجزائر حاول خمسة أشخاص إنهاء حياتهم بإضرام النار في أنفسهم، كما قام رجل بإضرام النار في نفسه في موريتانيا بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية. وبدأت سلسلة من الحوادث في السابع عشر من ديسمبر الماضي عندما فارق الشاب التونسي محمد بوعزيزي الحياة بعد أن أضرم النار في نفسه بسبب سوء أحواله المعيشية واضطراره إلى بيع الخضروات رغم أنه يحمل شهادة جامعية. وكان هذا الحادث بمثابة الفتيل الذي فجر انتفاضة شعبية في تونس سقط خلالها 87 قتيلا وانتهت بسقوط الرئيس زين العابدين بن علي وفراره خارج البلاد يوم الجمعة الماضي.