الملتقى الدولي حول الأمراض العقلية: مختصون يحذرون من عواقب العزوف عن تناول الأدوية اضطرابات السلوك هو عارض يواجهه الكثير من الأطفال مما يستوجب المتابعة الطبية في أوانها من أجل تحقيق نتائج إيجابية والتخفيف من المرض ومضاعفاته التي تكون وخيمة على الطفل إلا أن العائق الذي يواجهه الأطباء في ذات الاختصاص المستحدث في الجزائر هو رفض الأسر تناول الطفل المضطرب سلوكيا بعض الأدوية بدعوى أنها أدوية خاصة بالأمراض العقلية على الرغم من تأكيد الأطباء بضرورة تناول الدواء لعدم حدوث تعقيدات تراهن بالصحة العقلية للطفل وتضاعف من اضطرابه السلوكي. في نفس السياق كشف رئيس مصلحة الأمراض العقلية لدى الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالشراقة الأستاذ مجيد تابتي مؤخرا بالجزائر العاصمة أن جزءا كبيرا من أولياء الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في السلوك يرفضون تناول أبنائهم الأدوية التي يصفها الأطباء. ودعا الأستاذ تابتي على هامش الملتقى الدولي حول الأمراض العقلية العائلات التي يعاني أبناؤها من اضطرابات في السلوك إلى تسهيل مهمة المختصين في التكفل بهذه الشريحة وعدم رفض الأدوية التي يصفها الطبيب للعلاج. وعبر المختص عن أسفه للعقبات التي يواجهها الأطباء في وصف الأدوية الموجهة إلى علاج الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات في السلوك مؤكدا بأن جزءا كبيرا من هذه العائلات ترفض (رفضا باتا) هذا العلاج معتبرة أنه موجه للأمراض العقلية. وأوضح الأستاذ تابتي من جانب آخر أن هذه العائلات التي ترفض وصف هذه الأدوية لأبنائها (تساهم بطريقة مباشرة في تعقيد حالتهم) مؤكدا بأن العلاج الموجه للتكفل باضطرابات السلوك قد أثبت فعاليته لدى الفئة التي استفادت منه وقد ساهم في تحسين نوعية الحياة لديها. وأكد في هذا السياق بأن هذه الأدوية (تخضع لمراقبة طبية صارمة وتصريح خاص من الوزارة الوصية لتسويقها لتفادي بعض الانحرافات في وصفها) مراهنا على الاستفادة من تجارب الدول التي سبقت الجزائر في هذا المجال وتأطير العلاج للتكفل بالأمراض العقلية لدى الأطفال والمراهقين وهو الاختصاص الذي تم استحداثه خلال السنوات الأخيرة. ولتخطي هذه الصعوبات مع الزمن أوضح ذات المختص بأن المصالح الاستشفائية تحاول استعمال الطرق البسيكولوجية والتربوية لدى الأطفال وعائلاتهم مبرزا بأن الأدوية الموجهة للتخفيف من حدة الأمراض العقلية واضطرابات السلوك لاتختلف تماما عن تلك التي يتم وصفها لعلاج أمراض أخرى يعيدا عن أي مخاطرة بصحة الطفل الجسدية والعقلية.