ترقب إنتاج أكثر من 5.200 قنطار انطلاق عملية جز الصوف في غرداية ينتظر إنتاج ما يفوق عن 5.200 قنطار من صوف الأغنام الخالص بولاية غرداية في نهاية عملية جز الصوف التي انطلقت نهاية الأسبوع المنصرم حسبما أفادت به مديرية المصالح الفلاحية. وتستهدف عملية جز صوف الأغنام ما يقرب من 360.000 رأس متواجد بمختلف حظائر مربي المواشي عبر إقليم الولاية مثلما أوضح المكلف بالإحصائيات بمديرية القطاع خالد جبريط. وتتم هذه العملية سنويا وعادة مع نهاية الربيع ومطلع فصل الصيف وذلك في إطار عادة تويزة وهي مبادرة تطوعية جماعية يشارك فيه مجموع المربين كما أشار من جهته مسؤول الاتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين قادة ولد العربي وتعتبر تويزة واحدة من العادات الاجتماعية التي تخصص لجز صوف ووبر المواشي على غرار باقي مناطق الوطن ونعمل بشكل جاد من أجل استدامة تقاليد شعبنا التي تحمل قيم التضامن والكرم والود استنادا للسيد ولد العربي. وتشكل تويزة ثروة كبيرة ورثت من التراث والتي ينبغي المحافظة عليها وتثمينها قدر الإمكان لفائدة أجيال المستقبل وفقا لذات المتحدث. وتميزت حملة جز الصوف لمواشي الحاج قادة التي اتسمت بأجواء احتفالية أخوية بناحية السوارق (منطقة رعوية- سهبية) بالقرب من مدينة متليلي بجنوب الولاية بحضور مربين قدموا من مختلف المناطق للمشاركة التطوعية في هذه العملية. ويختار جزازو الصوف المتطوعون وهم مسلحون بمقصات مشذبة (مجزات) أماكن نظيفة لجمع قطعان المواشي التي تحمل صوفا كثيفا بعد تسمينها خلال الفترة الشتوية حيث يقوم أحدهم بالقبض عليها واحدة تلو الأخرى وجرها إلى الجزاز من أجل تخليصها من معطفها الشتوي ذي الكتلة الناعمة (الصوف الخالص). وينتج كل رأس من الأغنام ما معدله 2 كيلوغرام من الصوف الخالص حسبما ذكر مسؤول الاتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين بغرداية موضحا بالمناسبة أن الجزاز المتطوع لا يتلقى في المقابل أتعابه عن كل رأس ذلك أن ثمن تلك الكمية المنتجة من الصوف إذا ما تم تقييمها ماديا فإنها لا تغطي في أي حال من الأحوال هذه الأتعاب كما أشار السيد ولد العربي. ولا يتخلف المربون بولاية غرداية حدث تويزة جز صوف المواشي كما أشار بدوره أحد المربين من مدينة بريان (45 شمال غرداية) الذي قدم إلى متليلي لتقديم يد المساعدة للمربين المحليين مؤكدا أن هذا الحدث يعزز بشكل جلي أواصر الأخوة والتواصل بين هذه الفئة من المربين. ويغذي رصيد العادات التي تزخر بها المناطق المضيافة بالجنوب حرفة جد متنوعة سيما ما تعلق منه بتحويل المواد الأولية الطبيعية (صوف الأغنام وجلود الماعز والجمال) إلى مواد قابلة للاستعمال أو مقتنيات فنية وتشكل الصناعة التقليدية التي تعتبر عامل إنتاج أساسي ومحركا رئيسيا للتنمية المستدامة نشاطا يساهم في توفير مناصب الشغل في العالم القروي كما أنها تشكل أيضا واحدة من المهارات القديمة التي تنتقل من جيل إلى آخر.