انطلاق موسم جز الصوف بالطمينة و نهايته وجبة غذاء فاخر بلحم الجدي انطلق في الأيام الأخيرة من شهر أفريل حسب الرزنامة المحلية التي تتماشى والمواسم الفلاحية في ربوع أرياف قسنطينة، موسم جز الصوف الغنم ، بعد أن عرفت درجة الحرارة ارتفاعا محسوسا ، مما يؤثر سلبا على أجسام قطعان المواشي ، وهذا ما يجعلها مهيأة للعملية التي تعد محورية ، في شعبة تربية المواشي ، والتي تنطلق عادة وقت الضحى بعد عودة القطعان من المراعي في يوم مشمس ، حيث تكون العائلة قد حضرت احتفاء بذات المناسبة طبقا من الطمينة للمتطوعين في إطار ما يسمى قديما " التويزة ". عمي السعيد شعبي أحد رواة تقاليد منطقة عين عبيد ، قال لنا أن هذه المناسبة تعد قديما يوما مميزا ، في المزرعة وتنطلق وقت الضحى ويحضر لها المربون منذ الصباح بدءا بإعداد المكان الذي يحتضن إشارة انطلاق الموسم ،فيما تهتم الأسرة بتحضير كمية معتبرة من الطمينة تكفي للمتطوعين وكذا أفراد العائلة ، وكانت قديما ، تنطلق بصوت الرحابة الذين يصلون على النبي في أهازيج جماعية ترد عليها النسوة عادة بالزغاريد ، إيذانا بالانطلاق الرسمي للعملية التي تدوم عدة أيام حسب عدد قطيع كل أسرة . أثناء الاحتفاء تقدم الطمينة مصحوبة باللبن أو الحليب الرائب للمتطوعين الذين يتغذون بقصعة من العيش بالحليب، وتختم العملية عادة بغذاء فاخر قد يكون كسكسي أو ثريد كل حسب ما يشتهيه ، يعلوه لحم الجدي الذي لم يكن يباع بل يربى لمثل هذه المناسبات و يقدم في قصعة كبيرة يدور حولها حديث عن نوعية صوف الموسم وثمنها في السوق وأيها أجود ، باعتبارها أول منتوج فلاحي يسوق أو يدخر لحاجة العائلة. عمي السعيد شعبي أوضح بأن موسم جز الصوف يكون فرصة لعودة الخرفان المفطومة إلى القطيع بعد أن تم تغريبها بين الفلاحين في نوع من التبادل للقطعان الصغيرة إلى غاية موسم الجز ، ويصعب عليها حينها أن تعرف أمهاتها التي تغير شكلها و رائحتها وبذلك يتحول الحمل الصغير إلى فطيم يعتمد على نفسه في التغذية وتختم بذلك مرحلة مهمة في حياة وتكاثر قطعان الغنم في انتظار موسم جديد. تمكنت النصر من حضور جز نعاج من قطيع سليمان مكموش بمنطقة زهانة الفلاحية ،وهو في أوج عملية سوف تستمر في الجهة لأيام أخرى يتم فيها تبادل المقاص الخاصة بالعملية والتي يتم شحذها قبل ذلك بأيام مع اختيار أجودها معدنا وصنعا . بعض المربين يحتفظون بمقاص تعود إلى من سبقوهم من الأجداد ، ويرفضون إعارتها لغيرهم وإن حدث ذلك يستعملونها بأنفسهم تطوعا ، ويذكر أن هناك من الفلاحين والمربين من اتخذ ذات العملية حرفة بعد أن أتقنوها وأصبحوا يتميزون بسرعة كبيرة جدا في عملية الجز التي كانت موضوعا لمسابقات في السرعة حسب بعض المصادر قديما. للإشارة وصل سعر قنطار الصوف هذه السنة حسب بعض الفلاحين ما بين 9000 دج و12000 دج حسب النوعية والنظافة ومواصفات أخرى كثيرة تدخل في تحديد السعر.