يرتقب تحسن في إنتاج الصوف بالمسيلة هذا الموسم حيث ينتظر إنتاج ما لا يقل عن 20 ألف قنطار حسبما علم من مسؤولين بمديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية. واستنادا الى ذات المصادر فإن حملة جز الصوف استهلت منذ أزيد من شهر وستدوم إلى غاية الخريف المقبل و ذلك على فترات متقطعة موضحة أن الأنتاج المرتقب بالولاية يفوق ذلك المسجل برسم العام 2008 و الذي كان في حدود 18 ألف قنطار. وأوضح المسؤولون المعنيون أن هذه التوقعات مبنية على أساس عدد رؤوس الأغنام بهذه الولاية ذات الطابع الرعوي و المقدر حاليا بأكثر من 1 مليون رأس ما يؤهل منطقة الحضنة -حسبهم- لتكون ضمن الولايات الخمس الأولى على مستوى الوطن في إنتاج الصوف. لكنهم أشاروا في المقابل إلى أن 5 بالمائة فقط من مجموع إنتاج هذه المادة يتم تحويله فيما تباع الكمية المتبقية لتلبية أغراض الأسر في مجال صناعة الأفرشة التقليدية مرجعين ضعف كمية الصوف الموجهة للتحويل إلى "حل التعاونيات العمومية التي كانت تنشط في هذا المجال من بينها "كوداس" التي كانت آنذاك تقدم الصوف لربات البيوت لتحويله إلى خيوط أو لإنتاج الزرابي و الألبسة الصوفية مقابل أجر". ويعود أسباب تراجع تحويل الصوف كذلك إلى عدم الحفاظ على الدراية بالنسج وتحويل الصوف من مادة أولية إلى خيوط وذلك عبر عدة مراحل كمشط الصوف وقردشته أي تمريره عبر القرداش وهي الأداة التقليدية التي تحوله إلى صوف ناعم وفي شكل دائري يسمى "البنيق". وفي مرحلة ثانية تقوم المحترفات بغزل الصوف وتحويله إلى خيوط ثخينة إذا ما تعلق الأمر بخيوط الزرابي والأفرشة كالحنابل والحولي ورقيقة إذا ما كانت ستستعمل في نسج القشاشيب والبرانيس . ويأتي في المرتبة التي تلي إنتاج الصوف صبغه لدى بعض المختصين في هذا المجال والذين تراجع عددهم بكثير عما كان عليه إبان السبعينات من القرن الماضي. وأشار المعنيون كذلك إلى أن تراجع اليد العاملة في تحويل الصوف أدى إلى تقلص ممارسي هذا العمل ذي الطابع التقليدي بعد أن كان خلال العام 1980 يستقطب ما لا يقل عن 5 آلاف شخص غالبيتهم أي 80 في المائة من النساء مقابل ما يعد حاليا على أصابع اليدين . ومن بين ما أدى كذلك إلى عدم تثمين إنتاج الصوف حسبما تجمع عليه آراء القائمين على قطاع الفلاحة تنوع المنتوج المصنع وظهور منافسة غير متوازنة في السوق ليقتصر استعمال الصوف على أفرشة العروس دون غيرها من النشاطات التي اعتاد عليها مربو الماشية بالحضنة.