شرط تجديده في كل سنة يثير استياءهم معوزون يسابقون الزمن لتحضير ملف قفة رمضان ينتظر الملايين من الفقراء في الجزائر سنويا ومع بداية حلول شهر شعبان وبفارغ الصبر الاستفادة من قفة رمضان وهي عبارة عن مؤونة غذائية تقدمها الدولة كدعم للفئات المحرومة إلا أن جديد القفة هذه السنة وفي ظل سياسة التقشف هو اشتراط وثائق كثيرة في ملفات الاستفادة من قفة رمضان وهو الأمر الذي أثقل كاهل الكثير من المعوزين الذين يركضون إلى مختلف المصالح الإدارية من أجل تحضير الملف. عتيقة مغوفل اشترطت وزارة الداخلية على المواطنين الراغبين في الحصول على قفة رمضان مجموعة من الوثائق لم يسبق وأن طلبتها من قبل فالمواطن الراغب في الحصول على القفة يجب أن يتضمن ملفه وثيقة من مكتب الضرائب تثبت أن صاحبها لا يملك ضرائب من أي نوع وأن الدولة لا تدين له بأي مبلغ مالي مهما كان وإن كانت تدين له بأي مبلغ معين مهما كان سيحرم صاحبه تلقائيا من القفة كما تم أيضا اشتراط عدم الانتساب لصندوق التقاعد سواء للأجراء أو غير الأجراء بالإضافة إلى شهادة تثبت وفاة الزوج بالنسبة للأرامل وشهادة الطلاق للمطلقات وشهادة بطال للبطالين وشهادة عدم امتلاك دخل ثابت زيادة على جملة من الوثائق التي تثبت أن صاحب الملف يستحق قفة رمضان وحسب وزارة الداخلية فإن هذه الإجراءات من شأنها أن تظهر المستفيدين الحقيقيين للقفة إلا أن الكثير من المعوزيين رفضوا هذه الملفات التي اعتبروها تعجيزية. ملف تعجيزي للظفر بقفة رمضان قامت(أخبار اليوم) بجولة إلى بعض بلديات الجزائر العاصمة وذلك من أجل التقاء بعض المواطنين الذين قصدوا تلك الأمكنة من أجل إيداع ملفات قفة رمضان قبل نهاية الآجال المحددة لإيداع الملفات يوم 20 ماي الجاري وأول بلدية قصدناها كانت بلدية باب الوادي واحدة من البلديات الأكثر شعبية في العاصمة دخلنا القاعة الكبيرة المخصصة لاستخراج وثائق الحالة المدنية على أمل أن نلتقي بعض المواطنين الذي جاؤوا لاستخراج الوثائق الخاصة بقفة رمضان في حقيقة الأمر طال انتظارنا في القاعة ولكن وبينما نحن كذلك جاءت إحدى السيدات لاستخراج شهادة عدم العمل لها ولزوجها وقد بقيت تلك السيدة تبحث في القاعة عن شخصين كشاهدين عن تلك الوثيقة فعرفنا أنها حتما تستخرج وثائق ملف القفة تركناها حتى أنهت كل أشغالها ثم توجهنا إليها من أجل سؤالها عن رأيها في الملف المطلوب هذه السنة فردت علينا تلك السيدة وشرارة الغضب بادية على وجهها وأخبرتنا أن ملف هذه السنة مبالغ فيه على خلاف السنوات الماضية وقالت إنها متعودة كل سنة تقريبا أن تستفيد من القفة وهذا يعني أنها مسجلة عند مصالح البلدية ولا يجب عليها إحضار كل ذلك الملف المثقل بالوثائق حسبها واعتبرته ملفا تعجيزيا ليتم منح القفة للأحباب والمعارف دون منحها لمستحقيها الحقيقيين. قفة للإعانة أم للإهانة ؟ خرجنا من بلدية باب الوادي ورغبنا في معرفة آراء أخرى للمعوزين حول ملف قفة رمضان لهذه السنة فقصدنا بعدها بلدية القصبة الواقع مقرها بساحة الشهداء دخلنا بعدها القاعة المخصصة لاستخراج وثائق الحالة المدنية وبقينا ننتظر أن تجمعنا الصدفة بشخص جاء يستخرج الوثائق للملف المطلوب وبينما نحن كذلك قصد المكان سيد معاق يعاني من شلل على مستوى رجله اليسرى وقد كان يمشي مستعينا بعصا هذا الأخير جاء من أجل تقديم الملف للمكتب المخصص لقفة رمضان بعدما قدم ذاك السيد ملفه تبعناه إلى خارج البلدية من أجل أن نعرف رأيه في موضوعنا فعبر لنا عن مدى استيائه للوثائق الكثيرة التي طلبت في الملف هذه السنة وقد اعتبر الوثيقة الخاصة بالضرائب التي تثبت أن الدولة لا تدين له بأي مبلغ مالي من أكثر الوثائق التي أثارت حفيظته وذلك لأنها تطلبت منه التردد على المكتب المكلف بذات الغرض ثلاث مرات مرة من أجل طلب تلك الشهادة التي تطلبت بدورها إحضار نسخة من شهادة الميلاد ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية بالاضافة إلى طابع بريدي ثم عاد في اليوم الموالي من أجل أخذ وثيقته ولكنها لم تكن جاهزة ولم يتحصل عليها إلا في المرة الثالثة وما زاد الطينة بلة أنه شخص معاق ويجد صعوبة كبيرة في التنقل وهو الأمر الذي صعب عليه تحضير كل الملف المطلوب الذي اعتبره بدوره ملفا مثقلا من أجل الحصول على بعض من الدقيق والطماطم وغيرها من المواد الغذائية.