آفة تهدد استقرار الأسر أزواجٌ لا يتحملون الأعباء الأسرية من المفترض في الحياة الزوجيَّة أن تكون مؤسَّسةً قائمةً على المودَّة والرّحمة والتكامل في الأدوار والمسؤوليّات بين الزوجين كلٌّ يقوم بمسؤوليَّاته تجاه البيت الأسريّ كي يكون ناجحاً وبعيداً عن الاهتزازات والمشاكل وقد يصادف الأمر أن يكون هناك أزواج لا يتحمَّلون المسؤوليَّة الزّوجيَّة ويتهرّبون من القيام بأعباء البيت الزّوجيّ ويلقون بالثّقل على الزوجة الّتي تحتار في أمرها وأمر أولادها. فمن المفترض في الأزواج أن يؤمِّنوا لزوجاتهم سُبُل الاستقرار المادّي والنفسيّ ولكنّهم لا يتحركون كما يجب ولا يندفعون نحو العمل المخلص والمنتج الّذي يريح العائلة لا بل أكثر من ذلك يصبحون عبئاً وعالةً على عائلاتهم وزوجاتهم إذ يضيعون الكثير من الأوقات في الفراغ واللّهو والسّهرات والجلسات الخاصَّة والعامَّة وفي المقاهي وفي الخروج مع الأصدقاء في رحلات أو أسفار ناسين أو متناسين ما عليهم من واجبات تجاه أسرهم وزوجاتهم فالأولاد يحتاجون إلى رعايتهم واهتمامهم وتوجيههم والزّوجات تحتاجهم في أمور كثيرة. الاتكالية على الزوجة فهناك من الأزواجٌ يتركون مسؤولية تربية الأولاد ومصاريف العائلة على زوجاتهم ليتركوهنّ في همّ وعناء ومعاناة يوميّة فالحياة ومتطلّباتها شاقّة والأولاد يحتاجون إلى وجود الآباء وتوجيههم واهتمامهم فليس دور الآباء الزّواج والإنجاب فقط بل عليهم مسؤوليّة أخلاقيّة وإنسانيّة وشرعيّة تجاه الزوجة والأولاد. إنّ الزوجة لها حقوق وتحتاج إلى أن تشعر بالأمان والعاطفة والاستقرار النفسيّ مع وجود الزّوج إذ إنّ غيابه عن البيت يؤثِّر سلباً فيها ويبقيها في حالة نفسيّة واجتماعيّة صعبة ويوقعها في الحيرة أمام محيطها القريب والبعيد. لابد من تقاسم الأدوار الأسرية يقول خبراء اجتماعيون إنَّ الزواج له أهداف منها تحقيق المودّة والطّمأنينة ويتطلَّب بالتالي تعاون الزوجين وتشاركهما وتقاسم الأدوار بينهما والوعي لمسؤوليّاتهما.. ويشير هؤلاء إلى أهميّة دور المجتمع في نشر التوعية اللازمة فالمؤسَّسات التعليميّة والإعلاميّة عليها واجب التّوعية حول مسؤوليّات الزوجين تجاه البيت الأسريّ وعلى الرّجل أن يشعر بالمسؤوليّة حفاظاً على استقرار الأسرة ونجاح الزّواج.. ويتابع هؤلاء بأنَّ أمر عدم تحمُّل المسؤوليّة من قِبَل الزوج يعود إلى التربية البيتيّة له منذ الصّغر فقد يكون مدلَّلاً وغير معتاد على تحمُّل المسؤوليّة في صغره وشبابه قبل الزّواج إنّ عدم مبالاة الأزواج تعني مزيداً من انعدام الاستقرار والأمان لعائلاتهم إذ يضعون الزّوجة والأولاد أمام معاناة طويلة ومجهولة المصير. فمن الطبيعيّ أن يقبل الأزواج على تحمّل المسؤوليّة تجاه أسرهم وزوجاتهم فالزّوج مطالب بذلك إنسانيّاً وبحكم الفطرة السّويّة ومطالب شرعاً بأن يكدح ويعمل ويجاهد في سبيل تأمين افراد عائلته ورعايتهم على أكمل وجه بحيث يعمد إلى ِ البحث عن كلّ الطّرق من أجل سعادة بيته وعائلته وإنجاح علاقته الزوجيَّة. الأسرة مسؤولية كبرى إنّ الزّواج والأولاد مسؤوليَّة كبيرة في عنق الزّوج ولا يجوز أن يتعامل مع المسألة من موقع اللامبالاة ومن موقع الاستهتار فهذا لا يعبِّر عن وعي بحقيقة الأمور وأبعادها ونتائجها كما أنها لا تعبّر عن الوضع الطبيعي والسليم لما يجب أن يكون عليه الأزواج من حرص على سلامة عائلاتهم وأمنهم وأمانهم. أن يقوم الزّوج بمسؤوليّاته تجاه زوجته وعائلته فذلك غاية في الأخلاق النّبيلة وغاية في الوعي والنّضج والحكمة وممارسة الدّور الطّبيعيّ في حفظ الأسرة وإيصالها إلى شاطئ الأمان بعيداً عن أيّ اهتزاز وسقوط. المسؤوليّة الأخلاقيَّة والمعنويّة كبيرة على الأزواج فهم مطالبون أمام الله وأمام أنفسهم والناس من حولهم بأن يقوموا بكلِّ ما هو مطلوب منهم بغية حماية عائلاتهم ورعايتها.. فالمسألة لا تحتمل عبثاً ولهواً وهروباً ففي ذلك كلّ المخاطر والمهالك.