السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة منذ عشر سنوات، بعد قصة حب جميلة، صُدمت بعد إنجاب طفلي الأول بتملص زوجي من مسؤولياته، اعتقدت أن ذلك بسبب قلة التجربة، وسرعان ما يقوم بواجبه الأبوي. ما حدث سيدتي كان عكس ما تصورته، لأنه استمر في هروبه من مسؤوليته حتى اليوم. لقد حاولت إشراكه في قرارات تخص أولاده ولطالما حرضته على معاقبتهم لتصرفاتهم المشينة من دون جدوى، كان يترك البيت وهو يصرخ " أولادك دبري رأسك معهم" تكرر الأمر آلاف المرات، إنّه عاجز عن ممارسة أبوته، لقد أجبرني على القيام بدوره، فاعتادوا أن يروني وحدي بقربهم متأهبة ومستعدة دائما لتنفيذ رغباتهم في حدود المعقول، لا أنكر أنّه يؤمن حاجاتهم المادية على أكمل وجه، لكّنه لم يجلس يوما مع أحد الأبناء يكلمه أو يلاعبه أو حتى يوجه إليه ملاحظة أو ينهره عن خطأ ارتكبه، تقاعسه عن مساعدتي في تربية الأولاد يغيظني جدا، لأنني أتحمل مسؤولية أكبر من طاقتي في ظل تجاهله دور الأبوة، أود من خلال هذه الصفحة أن توجهي كلمة أو نصيحة للأزواج والآباء المتقاعسين عن واجباتهم تجاه أبنائهم بما فيهم زوجي. وهيبة/ بسكرة الرد: عزيزتي، زوجات كثيرات يشتكين تقاعس أزواجهن عن مساعدتهن في تربية الأولاد، إن تقاعس العديد من الرجال عن مهمّة رعاية زوجاتهم وأولادهم يعود إلى حالة الإهمال التي تنتاب هؤلاء الرجال وعدم قدرتهم على تفهم معنى الحياة الزوجية ومسؤولياتها، فبعض الرجال يتصور أنّ الزّواج ارتباط شكلي وليس ارتباطا مسؤولا، فيتوانى الكثيرون منهم عن مباشرة مسؤولياتهم، عندما يجدون زوجاتهم يحرصن على الأخلاق التي تفرض تحمّل المسؤولية الكاملة من التربية والرعاية والإشراف والتوجيه والعمل، ويتصورون أن دورهم يقتصر على تأمين المال فقط، ما يؤثّر سلبا في الأسرة ويساعد على ظهور حالة من التفكك الاجتماعي ومشاكل تعكس ذلك الخلل، وهناك أيضا أسباب كثيرة تجعل الرجل يتقاعس عن مساعدة زوجته في تربية الأولاد مثل العمل وغيره مشاكله الشخصية وطباعه، والأمراض التي قد يعاني منها إلخ. في هذه الحالة تضطر الأم إلى القيام بالدورين معا، أي تلعب دور الأم والأب مع الأولاد لحل المشكلة، حفاظا على البناء الأسري، فتتحمل أعباء تثقل كاهلها وتعرضها للأمراض. أوجه كلمة ونصيحة إلى زوج هذه المرأة ومن على شاكلته، أنّه يحرص على التربية الصحية والسوية والطبيعية، أن يوفر للطفل الإشباع العاطفي والحسي والمادي، لأنّه يحتاج إلى من يحمله ويقبله ويحتضنه ويلعب معه ويشرف على حاجاته، وكذلك على الزوج أن يعامل زوجته بالمثل كي تغدق عليه في المقابل من حبها وحنانها ما ينعكس بسيل من العواطف على الأطفال. ردت نور