تمّ الإعلان أول أمس الأحد في ندوة صحفية أقيمت بقاعة الأطلس بباب الواد عن بداية تأسيس »المهرجان الوطني لإبداعات المرأة«، والذي سينطلق في طبعته الأولى غدا الأربعاء الثاني عشر من ماي بقصر رياس البحر، ويدوم حتى الثامن عشر من نفس الشهر. التظاهرة تأتي ضمن فعاليات الاحتفال بشهر الثرات الذي يقام من 18 أفريل حتى 18 ماي، وقد ألقت محافظة المهرجان السيدة حميدة أقسوس كلمة تحدثت فيها عن التظاهرة، عن تأسيسها وأهدافها والنشاطات التي ستندرج ضمنها، وشرحت سبب اختيار النسيج كرمز للمهرجان الطبعة الأولى، حيث أكدت أنّ النسيج هو من بين إحدى أقدم الفنون التي أبدعت فيها المرأة منذ القدم، في المغرب العربي والجزائر بصفة خاصّة، كما أنه كان ولا يزال أداة تعبيرية في يد المرأة، تمكنها من أن تسرد جوانب من حياتها اليومية، وتصور بها انشغالاتها وهمومها، بل وهموم مجتمعها كله، ففيما كان الرجل يحضر المواد الحيوانية والنباتات ويتكفل بجز والتقاط الحلفاء، تسرد علينا السيدة اقسوس، كانت المرأة تفتل الصوف وتغزله وتنسجه ليتحوّل إلى مادة أساسية للحياة اليومية، فتصنع منه الزرابي السميكة والستائر والوسائد والحصائر والألبسة وحتى أحزمة الفرسان والبرانيس، كانت تصنعها كلها وتتفنن في تشكيلها في تناسق جميل للألوان والأشكال، ورمزية النسيج كذلك تكمن في أنه يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. وتأتي هذه التظاهرة من بين 120 مهرجان ثم استحداثه من طرف وزارة الثقافة منذ سنة 2003، غير أنّ خصوصيته تكمن في التكريم الذي يريد أن يقدمه للإبداع الفني النسوي من خلال تحسيس كل الجماهير بقيمته وثرائه، أما الهدف الأساسي منه فهو إظهار تلك الفنون التي تصنعها المرأة، والتي حرصت على المحافظة عليها ونقلها من جيل لآخر. وسيحتوي المهرجان على أربع معارض، أوّل يخصّ عرضا لقطع النسيج، أمّا الثاني فيعرض الأدوات والمواد المستعملة في صناعة النسيج، ومعرض ثالث خاص بالكتب والبحوث التي أنجزت من طرف جامعيين حول حرفة النسيج، أمّا المعرض الرابع فسيخصص للفنانات المتخرجات حديثا من المدرسة العليا للفنون الجميلة، كما سيكون هناك، وضمن فعاليات التظاهرة دائما، محاضرات تتحدث حول تاريخ النسيج في الجزائر، وكذا حفلات موسيقية وعروض مسرحية للفنانة القديرة صوني، وسيتجند كل من قصر رياس البحر (حصن 23)، وقاعة الموقار، والمعهد الوطني العالي للموسيقى، لاحتضان نشاطات التظاهرة. كما أن المهرجان سيكون ممثلا من عدة مناطق من الجزائر العميقة، من غرداية، تيميمون، مسيلة، تقرت، الأغواط وغيرها، ولن يقتصر على عرض وبيع المنتجات النسيجية فحسب، ولكن قيام النسوة اللائي سيعرضن منتجاتهنّ بتلقين حرفتهن لزائري المعرض ممن يحب تعلم حرفة النسيج.