رغم حفظهن لشرفهن وصونهن لكرامتهن نظرات دونية تلاحق الأرامل والمطلقات تعاني المرأة في المجتمع الجزائري الكثير من المشاكل وعلى جميع الأصعدة ومعاناتها تلك تبدأ منذ ريعان شبابها إلا أن المعاناة الحقيقية تكبر حين تفقذ زوجها أما عن طريق الوفاة أو أنها تنفصل عنه بالطلاق فتحمل بعد ذلك لقب الأرملة أو المطلقة ولكن هؤلاء النسوة يعانينَ الأمرين بسبب النظرات الدونية التي تلاحقهنَ من طرف البعض. عتيقة مغوفل عادة ما ترفض العائلة الجزائرية فكرة المرأة الأرملة أو المطلقة وذلك بسبب النظرة الحاقدة للمجتمع للصنفين معا وتسعى الأسر جاهدة إلى إعادة تزويج المرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها لكتم أفواه الناس. خافت على زوجها من زميلتها المطلقة من بين النساء المطلقات اللواتي يعانين من هذا المشكل السيدة (رندة) مطلقة وأم لطفل وهي ما تزال في ريعان الشباب هذه الأخيرة تبلغ من العمر 31 سنة صورها الله عزوجل في أبهى صورة وجعلها آية في الجمال تزوجت منذ خمس سنوات من ابن الجيران عاشت معه سنتين كلها مرار وظلم وذلك لأن هذا الأخير كان مدمن مخدرات وحسب السيدة (رندى) فإن زوجها السابق تعلم تعاطي المخدرات من رفقاء السوء الذين كان يعمل معهم خصوصا أنها هي وزوجها كانا يعانيان من بعض المشاكل منها مشكل السكن وهو ما جعله يدمن على المخدرات حتى ينسى مشاكله إلا أنه ذهب بعيدا في الانحراف لدرجة أنه أصبح يبيع حتى ملابسه حتى يتحصل على مبلغ المخدرات التي كان يتعاطاها وهو الأمر الذي جعل(رندى) لا تتحمل ذلك فقررت الانفصال عنه إلا أنها لم تكن تظن أنها بانفصالها عن زوجها ستقع في مشكل آخر فقد أصبحت هذه الأخيرة منبوذة من طرف إحدى زميلاتها في العمل تلك الزميلة كانت تعمل مع زوجها في نفس المؤسسة وقد كان ذلك الزوج يشتغل في نفس المكتب مع(رندى) وهو الأمر الذي جعل زوجته تفكر أن رندى قد تستحوذ على زوجها وتصير ضرتها المستقبلية فطلبت تلك الزوجة من زوجها أن يقدم طلب تغيير المكتب إلا أنه رفض الفكرة جملة وتفصيلا واعتبر طلب زوجته غيرة زائدة فلم يكن لتلك الزوجة سوى أن توجهت إلى(رندى) وهددتها إن تقدمت من زوجها فإنها ستقوم بقتلها لكن(رندى) كانت متفهمة وقد قدرت غيرة المرأة على زوجها لذلك وحتى لا تشعل نار الفتنة تقدمت لرئيس المصلحة بطلب نقلها من المصلحة إلى مصلحة أخرى وقد حظي طلبها بالقبول في نهاية المطاف. أرملة تصطدم بحقد وغيرة جارتها ولكن (رندى) ليست الوحيدة التي عانت من هذا المشكل بل غيرها من النساء كثيرات ومن بينهن السيدة (فتيحة) هذه الأخيرة تبلغ من العمر 38 سنة أرملة وأم لطفلين توفي زوجها منذ سنة ونصف تقريبا بعدما تعرض لحادث مرور في طريق الأخضرية بولاية البويرة وهو الأمرالذي جعلها تترمل مع أنها ما تزال في سن شباب إلا أنه ما كان بوسعها أن تعمل شيئا فقد رضيت بما قدره الله لها ولكنها وجدت نفسها تعاني من مشكل لم يكن لا على البال ولا على الخاطر فهذه الأخيرة وجدت نفسها محاصرة من طرف جارتها التي خافت منها على زوجها وحسب ما روته لنا السيدة (فتيحة) فإنها وبعد أن توفي زوجها لم ترضى أن تذهب للعيش في منزل والديها وقررت البقاء في منزل زوجها المتوفي ومنزل أبنائها وحسبها ورغم المعارضة الشديدة التي لقيتها من والدها إلا أنها تمكنت من تحكيم رأيها في النهاية إلا أن عدم مغارتها للعيش في منزل والدها سبب لها مشكلا عويصا مع جارتها التي خافت أن يجعلها زوجها ضرة عليها خصوصا أن تلك الجارة لا تنجب فإنه كان للسيدة فتيحة طفلان وقد كان زوج تلك المرأة يحبهما كثيرا لذلك أصبحت تلك الجارة كلما يخرج زوجها من البيت تترك الباب وراءه مفتوحا حتى تشاهده يغادر من باب العمارة وتفعل الشيء نفسه عندما يعود في المساء للبيت حيث تقوم بانتظاره من خلال مراقبته من النافذة وفور دخوله العمارة تقوم بفتح الباب له حتى لا تترك له الفرصة للدخول عند جارتها الأرملة إلا أن السيدة فتيحة تفطنت للأمر وأرادت أن تطمئن جارتها أنها ليست خاطفة رجال فكانت في كل مرة تتحدث إليها تخبرها أن العديد من الخطاب تقدموا إليها إلا أنها ترفض أي رجل بعد زوجها لأنها ستعيش على ذكراه مدى الحياة.