برفضها السماح لطائرات أمريكا بالانطلاق من أراضيها الجزائر تحول دون تفجير ليبيا توقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تدخلا عسكريا أمريكيا أوروبيا وشيكا في ليبيا تحت غطاء التصدي لتنظيم داعش لكنه بالمقابل حدد خمس عقبات محتملة أمام هذا التدخل على رأسها افتقار واشنطن إلى البنية التحتية العسكرية التي تحتاجها طائراتها المقاتلة في المنطقة نظرا لرفض الجزائر وتونس السماح لطائرات الاستطلاع والقتال الأمريكية الانطلاق من أراضيهما ما يعني أن بلادنا تواصل الحيلولة دون تفجير الجارة الشرقية الغارقة أصلا في دوامة اللاأمن منذ تدخل حلف الناتو لإسقاط نظام القذافي. وكشف ذات المصدر في تقدير موقف للتطورات الجيوسياسية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وليبيا تجريان حوارًا مكثفًا قد يقود إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج يسمح بنشر مستشارين عسكريين أمريكيين للمساعدة في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية داعش في ليبيا. وأشار إلى أن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أكد على ذلك في تصريحات له عقب اجتماع لحلف شمال الأطلسي الناتو إذ أكد أنّ أعضاءً في الحلف أعربوا أيضًا عن اهتمامهم بالمشاركة في أي مهمة في ليبيا والتي قد تكون طويلة الأمد . وعقّب تقدير الموقف للعربي على ذلك بالقول إن تلك التصريحات تعكس توجهًا أمريكيًا - أوروبيًا للتدخل بصورة أكبر في ليبيا التي لم تشهد استقرارًا منذ الإطاحة بنظام القذافي عام 2011 وحتى الآن وقال: كما أنها جاءت في سياق الكشف عن وجود قوات خاصة أمريكية وأوروبية تقوم بمهمات استطلاعية وأدوار تدريبية وتسليحية وتقدِّم خدمات لوجستية إلى قوات محلية محسوبة على حكومة الوفاق الليبية. ورصد التقرير خمس عقبات محتملة أمام التدخل الأمريكي الأوربي في ليبيا ففضلا عن الموقف الجزائري المعرقل لتحرك قوات المارينز تتمثل العقبة الأبرز أمام نجاح أي جهد أمريكي - دولي لمحاربة داعش في ليبيا في تحقيق إجماع وطني ليبي حول حكومة تحظى بالشرعية فعلى الرغم من الاعتراف والدعم الدوليين الواسعين اللذين تحظى بهما حكومة السراج فإنها لا تزال تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على اعتراف مختلف القوى الليبية بها بوصفها الحكومة الشرعية فيما يمثل تنظيم داعش وقوات اللواء خليفة حفتر العقبتين الرئيستين اللتين ينبغي على حكومة السراج تجاوزهما قبل أن تتجه نحو محاولة بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي. كما أن استمرار الصراع السياسي والمسلح بين الفصائل الليبية المختلفة قد يؤدي إلى الفشل في تشكيل قوة محلية متماسكة لمحاربة داعش لأنه يعقّد مسألة رفع حظر تصدير السلاح إلى ليبيا ذلك أنّ حكومة الوفاق الليبية لا تملك قوات فاعلة وقوية على الأرض ومن ثمّ فإنه لا يوجد طرف شرعي مؤهل إلى الآن لتلقّي السلاح حسب مقررات مؤتمر فيينا. وفي سياق الانقسامات الليبية التي تمنع وجود حكومة شرعية توحّد الجميع يشكو مسؤولون أمريكيون من عدم تعاون بعض الحلفاء الإقليميين الذين يدعمون سلطات طبرق وقوات حفتر ضد حكومة طرابلس والفصائل المرتبطة بها وترى الولاياتالمتحدة أنّ هذه التصرفات تُضعف موقف حكومة الوفاق وتساهم في توسيع الشرخ في ليبيا وتعطّل الحرب على داعش . وثمة تحد آخر يقول ذات التقرير إنه يواجه الجهد الأمريكي ويتمثل في تردّد إيطاليا في أخذ زمام المبادرة إذ تضع إيطاليا جملةً من الشروط للقيام بهذه المهمة أهمها إنجاز توافق ليبي على حكومة الوفاق الوطني التي تعدّها وحدها فقط المخولة في تحديد القوات التي ينبغي تدريبها وتسليحها فضلًا عن مطالبتها بدعم دولي واضح لمثل هذه المهمة عبر قرار من مجلس الأمن. يذكر أن بعض التحاليل أشارت إلى رفض سابق صدر من الجزائر بخصوص إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الجزائرية ضمن برنامج أفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا) لدواع دستورية باعتبار أن الدستور يمنع إقامة مثل هذه القواعد وبالرجوع إلى تاريخ الجزائر وخاصة فترة العشرية السوداء نجد أنها استماتت في رفض التواجد العسكري الأجنبي ولو كان بعنوان المخلّص والمنقذ وهو ما لن تستسيغه الآن وهي في وضع أفضل وإن كان حال الجيران متقلبًا.