يعاني البعض من مشاكل في موضوع الصيام بسبب الأمراض المصابين بها واعتمادهم على الدواء لتحسن حالتهم الصحية فكيف يتم التعامل مع هذه الأدوية أثناء ساعات الصيام؟ يعتبر صيام شهر رمضان الفضيل فرضا على كل مسلم قادر على ذلك حيث يمتنع الشخص في ساعات الصيام عن تناول الطعام والشراب من شروق الشمس وحتى غروبها وتختلف ساعات الصيام من عام إلى آخر تبعا للموسم الذي يأتي فيه شهر رمضان إلى أنها تكون ما بين 11 ساعة إلى 18 ساعة صيام. مما يشكل معضلة أمام المرضى الذين يتناولون أدويتهم بجرعات متعددة وأوقات متقاربة. ويعتمد صيام المرضى على استشارة الطبيب المشرف على حالتهم الصحية بشكل أساسي نظرا لشح الأبحاث والدراسات العملية بهذا الصدد. لنتعرف معا على الأدوية التي بالإمكان تعاطيها دون أن تفسد صيامنا وعلى الجرعات المختلفة وإعادة جدولة فترتها الزمنية والأمور المترتبة على المرضى المصابين ببعض الأمراض المزمنة. ما هي الأدوية التي بالإمكان تناولها دون كسر الصيام؟ هناك بعض أنواع الأدوية التي من المعروف أنها لا تفطر الصائم وتكسر صيامه والتي تم الاتفاق عليها بالإجماع من وجهة نظر إسلامية معنية بالقضايا الصحية وهي كالآتي: - قطرات العينين والأذنين - كل الأدوية والمواد التي يتم امتصاصها من خلال الجلد مثل المراهم. - التحاميل المهبلية والغسول المهبلي. - الحقن من خلال الجلد والعضلات والمفاصل والأوردة باستثناء الإطعام الوريدي - الأوكسجين والغاز المخدر. - غسول الفم شريطة ضمان عدم ابتلاعه. بكلمات أخرى أي دواء يتم تناوله عن طريق الفم ويصل إلى المعدة يكسر الصيام إلا أن الأطباء بإمكانهم مساعدة الأشخاص الذين يتناولون هذا النوع من الأدوية على الصيام من خلال تغيير مواعيد الأدوية والجرعات المناسبة اعتمادا على الحالة الصحية للشخص وقدرته الصحية على تحمل ساعات الصيام. مرضى ضغط الدم المرتفع عليهم قبل اتخاذ قرار الصيام استشارة الطبيب علما أنه لا ينصح من يعاني من ضغط الدم المرتفع الخارج عن السيطرة بالصيام وفي حال إصابتهم بأمراض ومشاكل صحية أخرى مثل السكري وأمراض القلب. بإمكان المصابين بضغط الدم الصيام في حال السيطرة على ضغط الدم لديهم وبالطبع يتم تعديل مواعيد الأدوية خلال ساعات الصيام وبشهر رمضان الفضيل مع مراعاتهم الجدية لبعض النصائح الغذائية الخاصة بحالتهم. المرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية يختلف موضوع إعادة الترتيب الزمني لهذا النوع من الأدوية تبعا إلى عدد الجرعات المتناولة أثناء النهار: - جرعة واحدة: بالإمكان تناولها عند الإفطار أو السحور. - جرعتان بعد استشارة الطبيب من الممكن أن تكون الجرعة الأولى عند الإفطار والثانية عند وجبة السحور. - ثلاث جرعات أو أكثر: في هذه الحالة قد يقوم الطبيب بإيجاد دواء بديل ليتم تناوله على جرعة أو جرعتين. المصابون بمرض الصرع قد يكون بالإمكان بعد استشارة الطبيب أن يتم تناول الأدوية الخاصة بمرض الصرع على جرعة واحدة نظرا لمفعولها الطويل. لمن يتناول جرعتين من الدواء قد يتم تغيير موعدهما إلى ما بعد وجبة الإفطار والسحور وفي حال الإصابة بنوبة صرع أثناء ساعات الصيام يجب كسر الصيام والإفطار فورا بالإضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب. مرضى السكري يعتمد صيام مرضى السكري على حالتهم الصحية وعلى مستوى السكر في الدم لديهم وتنقسم الحالات على النحو التالي: - من يتعاطى جرعة واحدة من الأنسولين بإمكانه تعديل موعدها إلى ما بعد الإفطار. - من يتعاطى جرعتين من الأنسولين من المحتمل أن يسمح الطبيب بتعديل موعد هذه الجرعات على أن تكون الأولى قبل الإفطار والثانية قبل وجبة السحور. - من يتناول دواء الميتفورمين بإمكانه الصيام بعد استشارة الطبيب وتحديد موعد الجرعات الجديد. مرضى القلب بإمكان المصابين بالذبحة الصدرية والذين استقرت حالتهم الصحية الصيام مع مراعاة تناول الأدوية بانتظام. في حين لا يسمح للمصابين بالجلطة القلبية حديثا أو بفشل القلب الحاد الصيام للحفاظ على سلامتهم وصحتهم ويجب استشارة الطبيب في موضوع الأدوية والجرعات المتناولة في شهر رمضان لمرضى القلب والتأكد من تناولها في موعدها الجديد وعدم تخطيها. وأخيرا نذكركم أنه من الصعب الصيام في حال كان المريض يتعاطى أدويته من خلال جرعات زمنية متقاربة مثل الأدوية المنظمة لدقات القلب والمضادات الحيوية إلا في حال وجود بديل لهذه الأدوية ذات مفعول طويل يصل إلى 24 ساعة تقريبا. وذلك بعد استشارة الطبيب لإرشادكم على موعد الجرعات الجديد خلال الشهر الفضيل وتذكروا قول الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).