عند الحديث عن مدى إمكانية صيام مرضى القلب في رمضان، يتوجب التساؤل أولا عن نوعية الأدوية التي يتعاطاها المريض فهي وحدها تحدد مقدرته على الصيام. يتردد بعض مرضى القلب في اتخاذ خطوة الصيام أو الامتناع عنه، إلا أن عدد جرعات الدواء التي يتناولها هو الذي يحدد ذلك فإذا كانت الفترة الزمنية لتناول الدواء تتم كل ست ساعات عندها يصعب على المريض إتمام فريضة الصيام. وإذا ما أردنا الحديث عن المرضى ممن يتمكنون من تناول الدواء مرتين في اليوم عندها بإمكان مريض القلب الصيام دون حدوث أي مضاعفات، بشرط أن يتم مراعاة الغذاء السليم عند الإفطار والسحور. وينصح الأطباء مريض القلب أن يستهل فطوره بالشوربة الدافئة والسلطات التي تمد الجسم بالفيتامينات وأن يتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح مثل الزيتون والمخللات. كما ينصح بعدم الإكثار من الأكل عند الإفطار كي لا يشعر بالتخمة ما يؤثر في ضغط الدم، وبالمقابل لا بد من تقسيم الوجبات بين فترة الإفطار إلى حين موعد السحور، مع الأخذ في الاعتبار الإكثار من شرب المياه والسوائل لتعويض فقدان السوائل من الجسم أثناء فترة الصوم وتجنب تخثر الدم في الشرايين. وما لا شك فيه على الصائم وتحديدا مريض القلب أن يتخذ من الشهر الفضيل فرصة للإقلاع عن التدخين بشكل نهائي باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة بالنسبة إلى أمراض القلب. ويمكن لمريض القلب أن يتناول بعض الحلوى ولكن بكميات قليلة، وأن تكون كمية الدهون بها محدودة حتى لا تتسبب في زيادة وزنه أو زيادة نسبة الكوليسترول في الدم ما يؤثر سلبا في صحة الشرايين.