يعتبرالصرع من الأمراض المنتشرة حيث يحتاج المريض إلى تعاطي الأدوية خلال فترة عمرية مطوّلة قد تستمر مدى الحياة، إلا أنّ الأطباء يؤكدون أن هذا المرض قد لا يمنع الصيام في حال تم الإلتزام ببعض التعليمات الطبية. أكّد محمد بن زاغو أخصائي الأعصاب، أنّ مرضى الصرع أو ما يعرف بالشلل الرعاشي هي نوبات وأعراض لا يعرف المصاب متى تنتابه، وخلال حديثه حول علاقة هذا المرض بشهر الصيام، أشار المتحدث إلى ضرورة التشخيص من أجل تحديد إن كانت الحالة قادرة على الصيام أو لا، إذ يؤكد أن هناك حالات الشلل الرعاشي التي يكون فيها المريض بحاجة إلى تعاطي الدواء، وبالتالي فإنّ الصوم يؤثر عليه سلبيا حيث يكون معرضا لتكرّر نوبات الصرع . إنّ العلاج يكون بناءا على جملة من المتغيرات الخاصة بكل مريض وأهمها شدة المرض عنده، وتختلف الأدوية التي تكون إما بشكل كبسولات أو شراب، ويفصّل الأخصائي المذكور بشأن مواعيد أخذ الدواء في رمضان: “إنّ هذا المرض يختلف من حالة إلى أخرى، وبناء عليه تختلف طريقة العلاج في رمضان، فإذا كان المريض يأخذ أدوية الصرع مرّة واحدة في اليوم فإنه يستطيع عموما الصوم ويأخذ الدواء بعد الافطار إذا لم تحدث أي طوارئ، أما إذا كان يأخذ الدواء مرتين في اليوم فإنه يبرمج مرة عند الإفطار وأخرى قبل الامساك”، أما في حال كان الدواء يؤخذ أكثر من مرتين في اليوم، فقد يمنع هذا مواصلة الصيام عندما يجد المريض نفسه مجبرا على تناوله”. هذا ونوّه الأخصائي بأهمية استشارة الطبيب الذي من الممكن أن يحدّد موعدا آخر لأخذ الدواء بعيدا عن ساعات الصيام في حال وجد أن ذلك لن يضر المريض. لقد جرت العادة أن يتم تقسيم دواء هذا المرض ليأخذ على جرعات تتراوح بين الإفطار وقبل الامساك، وعن مدى فعالية هذه الجرعات، يؤكد الطبيب أن بعض الأدوية بطيئة الإمتصاص وبالتالي مفعولها يدوم خلال ساعات الصيام فتجنب المرضى نوبات الصرع. ومن أهم النصائح التي أفاد بها طبيب الأعصاب مرضى الصرع، هو الالتزام بمواعيد أخذ الدواء ونوعه بناء على ما يحدّده الطبيب المعالج مع تفادي الإنقاص في عدد الأدوية التي يتم وصفها، مع الإلتزام بمقاديرها مراجعة الطبيب قبل اتخاذ أي اجراء يخص تعاطي الدواء خلال شهر رمضان. كما حذّر د/ بن زاغو من إجهاد النفس بالصوم والامتناع عن أخذ الدواء، مؤكدا أن المرض هو مبرّر شرعي يحصل به المريض على رخصة الافطار تجنبا للضرر. إنّ التوتر والقلق النفسي من أهم العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة الصرع، لذا يجب العمل على تجنبها مع التزام بنظام غذائي صحي، وكل تلك الإرشادات –حسب المتحدث - من شأنها أن تسهّل عملية الصيام على مرضى الصرع.